
يزخر المجتمع السعودي، برجال عصاميين، بنوا لأنفسهم مكانة مرموقة وسط المجتمع، ليس في مجال المال، والأعمال فقط، بل في المجالات الاجتماعية والخيرية، ومختلف مناحي الحياة العامة، حيث تجدهم يلبون النداء الوطني بمختلف كياناته، وتجمعاته، مادام ذلك يصب في مصلحة الوطن، والمواطن، ونتيجة لذلك نالوا احترام، وتقدير مجتمعهم.
ومن بين هؤلاء الرجال رجل الأعمال الإنسان، حمد الصقري، الذي يُعد رمزا من رموز الرجال العصاميين، حيث بنى نفسه بنفسه، وأوجد لها مكانة وسط مجتمع المال، والأعمال، بل ووسط شريحة كبيرة من المجتمع السعودي، ورغم كل ذلك لم يتسلل إلى نفسه الغرور، والتكبر، بل كان، ومازال رمزا لتواضع الإنسان السعودي، الذي يتمتع بالبساطة والطيبة، والخلق الكريم.
وهناك فرق كبير بين رجل أعمال ورث المال عن آبائه، دون أن يبذل فيه أي جهد، وبين آخر عصامي صعد من الصفر، فالعصامي، نجد أن المال، والجاه لا يغيره، بل يزيده تواضعا، وتقديرا للناس، وحبا في الله الذي وهبه كل شيء.. فالصقري ولأن معدنه أصيل، فهو قبل أن يصبح ثرياً جرب الفقر والحاجة، وقبل أن يصبح محنكاً مر بتجارب الحياة وتقلباتها، لذلك فهو يحمل رصيدا كبيرا من التجارب الحياتية، في مجال الشأن الاجتماعي، ومجالات المال، والأعمال،وكل ذلك لم يغيره، حيث ظل وسيطل ابن البلد الأصيل، المتواضع، ذو الخلق الكريم.
لقد استطاع حمد الصقري، وانطلاقا من معرفتي الشخصية به، أن ينحت اسمه بمداد من ذهب في ذاكرة، وسجل الرجال العصاميين السعوديين، وفي ذاكرة أهله والتي تعود جذوره فيها إلى القصيم، لكنه نشأ وترعرع في العاصمة الرياض، ليزداد ثقة في نفسه، وسعة في مجال المال، والأعمال، ورغم ذلك كله يدرك الصقري أن المال الذي يملك منه الكثير، مجرد وديعة، لا تغير من أصالته ومعدنه الأصيل، فحين تجلس معه تكتشف قدراً كبيرا، وهائلاً من الثقة بالله، وبالنفس، وكذلك قدرا هائلا من التواضع، وكونه جرب مرارة الفقر، يدرك تماما أن المال يذهب، ويأتي، ولكن تبقى مكارم الأخلاق، وحُسن التعامل مع الناس الذي يكسبك احترامهم، وتقديرهم.
وحمد الصقري الذي يُحظى باحترام الناس، تعلم أن البعض منهم لا يحترم غير الدرهم، والدينار، لكن ذلك لم يغيره، لأنه يدرك أن المال الذي يملك منه الكثير مجرد مظهر غير دائم، لكن تبقى الصلات الطيبة بين الناس، والتواضع الجم، أهم، وأكثر قيمة من المال، والجاه، فالدين المعاملة، وكما قال تعالى تكريما، وتقديرا لحسن الخلق، في شخص رسولنا الكريم ( وإنك لعلى خلق عظيم).. حفظ الله رجل الأعمال الإنسان حمد الصقري، وزاد الناس حبا فيه، ووفقه في مسيرة حياته.