الذكاء الاصطناعي وعلم الإدارة (2)
بقلم منصور الرميح
إن رؤية الحكومة السعودية 2030 بقيادة خادم الحرمين الشريفين و ولي عهده الأمين سيدي الأمير محمد بن سلمان تعمل على توجيه إمكانيات و موارد الدولة السعودية لتحقيق نمو إقتصادي وحضاري متوازن و شامل لأبناء وضيوف المملكة العربية السعودية. والعزم والحزم في تذليل العقبات وتقدير الإنجازات. و نشاهد النشاط التنظيمي والإستثماري المتصل بتحقيق رؤية 2030 ونتناول في سلسلة من المقالات التعريفية بشكل خاص لعدد من الخوارزميات التي تم تطويرها لتحقيق أفضل الطرق والأساليب الإلكترونية لقيادة وإدارة وحوكمة مهام و مشاريع المنشآت الحكومية والخاصة.
يعمل الذكاء الاصطناعي بآلية إلكترونية لمجموعة من الخطوات المنطقية والحسابية المتسلسلة والتي تمثل حل منطقي لمشكلة، وتصمم هذه المجموعات لتقليد و محاكاة المنطق والمفاهيم العلمية و البشرية. يتم استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تنسب تسميتها إلى عالم الرياضيات والفلك محمد الخوارزمي منذ أكثر من 1200 سنة. وتطلق هذه التسمية على مجموعة من الخطوات الحسابية والمنطقية اللازمة لحل مجموعة من التحديات. اليوم نشاهد السباق المحموم لتطوير تقنيات و خوارزميات الذكاء الاصطناعي وميكنتها لمختلف المجالات والتخصصات و التوسع و الانتشار في استخداماتها في مختلف المجالات مثل الرعاية الطبية والتعليم والصناعة والإدارة.
نلقي اليوم الضوء على الادارة الإلكترونية الذكية بإستخدام أهم خوارزميات و بيانات مؤشرات قياس الأداء لقيادة و إدارة المنشآت الكبيرة مثل وزارة الصحة والتعليم وتحقيق الاهداف الاستراتيجية مثل الخصخصة وتصحيح مسارات ومستويات القرارات وحوكمة جميع الاجراءات و مراقبة جودة المخرجات بشكل مباشر وفعال.
تعتني خوارزميات المدير الآلي بأدق التفاصيل للقيام بعمليه جمع البيانات من المستفيدين حتى يتم توجيهها ومعالجتها من الموظف المختص آليًا و تحديد المسؤوليات وحوكمة اجراءات عمليات التنفيذ لكامل نشاط موظفي المنشأة، ويتم معالجة هذه البيانات وبلورتها في ثلاث مؤشرات رئيسية ومباشرة وهي:
المؤشر الأول: الإنشغال (Utilizations)
يستخدم هذا المؤشر لتوضيح نسبة الوقت الذي يؤدي فيه الموظف مهامه إلى كامل وقت تواجده على رأس العمل، وهذا المؤشر يسهل عملية قراءة نسبة إنشغال الموظفين بالعمل أوقات تواجدهم على راس العمل. و بالتالي يستطيع المسؤولين والقياديين معرفة نسبة انشغال المنشأة ومدة الوقت المستفاد للموظف او لكامل المنشأة.
المؤشر الثاني: الإنتاجية (Productivity)
.يعتني نظام المدير الآلي باستلام و تسليم و متابعة بيانات طلبات العمل و المشاريع و الاتفاق مع الموظفين على مدة تنفيذها بما يتناسب مع حجم المهمة و مهارة الموظف ويترك للموظف حرية العمل ويتم قياس مدة تنفيذ المهام مقابل المدة المتفق عليها.
المؤشر الثالث: الكفاءة (Efficiency)
إلتزام موظفي المنشآت و كثرة الانتاج لا يكتمل إلا بجودة ودقة المنتج والخدمة المناسبة لطلب العمل. ومن خلال مؤشر الكفاءة يستطيع القياديين معرفة جودة الأعمال المنفذة و اكتشاف الأخطاء المحتملة في عمليات الإنتاج ومباشر معالجة ضعف جودة مخرجات الخدمات والمشاريع.
و بهذا يمكن القول ان الادارة الإلكترونية تتميز بوضوح مسؤوليات الموظفين و حوكمة تفاصيل عمليات تنفيذ المهام و مراقبة استهلاك الوقت وكمية الإنتاج و جودة المخرجات بشكل موحد لجميع العاملين و اكتشاف المواهب و ترقية جيل جديد من المدراء التنفيذيين المحترفين.