الذكاء الاصطناعي
بقلم: مرزوق بن علي الزهراني “أبو إبراهيم”
تعرضت نظم المعلومات اليوم لعديد من التغيرات العميقة والجذرية، خلال العقود الأخيرة من القرن المنصرم، جراء ظهور مجموعات متعددة ومتنوعة من نظم المعلومات الحديثة، التي رافق ظهورها: سن مجموعة من المعايير الجديدة التي تهدف إلى بناء وتأطير تلك النظم بصورة متقنة.
ومن أبرز العوامل التي ساعدت في تسارع خطوات ذلك التطور: الانفجار المعرفي الهائل الذي فاق كل التصورات والتوقعات التي خرج بها – سابقا – المختصون في شتى المجالات ذات الصلة بنظم المعلومات. ومن الأمثلة على ذلك الانفجار: الثورة التكنولوجية المتسارعة وغير المتوقعة في مجال تكنولوجيا المعلومات خاصة.
كما أن الانفتاح في البيئة التشريعية والتنظيمية، الذي صاحبه ازدياد في حدة المنافسة بين المنعطفات جراء تقدم الفكر الإداري والتنظيمي؛ ساهما – بدورهما – في تطور منظمات الأعمال التي أسهمت في ذلك التطور الخاص بنظم المعلومات، منذ خمسينيات القرن الماضي.
إن ذلك التطور النوعي المتسارع، الذي أحدثته الثورة التكنولوجية في مجال تقنيات المعلومات؛ أدى إلى تصميم عديد من التطبيقات والبرامج الجديدة التي امتازت بالتنوع والحداثة والابتكار، مما فتح الباب على مصراعيه لزيادة حدة المنافسة على مستوى الأسواق العالمية، بعد أن اتجهت التطبيقات الحديثة لتكنولوجيا المعلومات إلى: استخدام الذكاء الاصطناعي في عالم إدارة المال والأعمال، والعمل على الاستفادة من قدراته المتنوعة – بأقصى درجة ممكنة -، في صنع القرارات المهمة والحساسة، في هذا المجال، واتخاذها.
يهدف علم الذكاء الاصطناعي إلى: فهم طبيعة الذكاء البشري، وذلك من خلال عمل برامج متميزة للحاسب الآلي، تمتاز بالقدرة على تقليد السلوك البشري، ومحاكاته. وتعود جذور الذكاء الاصطناعي إلى: عصر ما قبل الميلاد، وتحديدا إلى عام ٤٥٠ قبل الميلاد، حيث ناقش علماء الفلسفة الإغريق، هذا الموضوع الذي يعود تأسيسه إلى علم الرياضيات، في ثلاثة مجالات هي: الحوسبة، والمنطق، والنظرية الاحتمالية، وكذلك إلى علم الجبر؛ الذي ينسب إلى العالم العربي المسلم محمد بن موسى الخوارزمي.
كما كان للفيلسوف الفرنسي “فرانسيس بيكون”، والبريطاني “برتراند راسل”، مزيد من التجارب والاختبارات، حتى أنهما أسسا ما يعرف ب: (فلسفة الوضعية المنطقية)، التي حملت عدة أسماء منها: الفلسفة التحليلية، التجريبية المنطقية، حركة وحدة العلم والتجريبية الحديثة، التجريبية العلمية.
ومع إنشاء أول معمل لأبحاث الذكاء الاصطناعي بالولايات المتحدة الأمريكية، في عام ١٩٥٦م؛ ظهر أول برنامج للذكاء الاصطناعي يتعلق بنظام متقدم للتعرف على الكلام.
وفي عام ١٩٥٩م، اقترح العالم الأمريكي “جون ما كارثي”: استخدام مصطلح الذكاء الاصطناعي، لوصف الحاسبات الآلية التي تمتلك قدرة هائلة على أداء وظائف العقل البشري.
وفي عام ١٩٩٧م، تم فرز أول روبوت مبرمج بالذكاء الاصطناعي، في البطولة العالمية للشطرنج.
كما تم تقديم الروبوت الشهير “صوفيا”، في عام ٢٠١٦م، وهو روبوت يشبه الإنسان، وقد تم تصميمه من أجل مساعدة الأطفال وكبار السن.
ومهما يكن من أمر؛ فإن الذكاء الاصطناعي (القديم الجديد)، يمتاز بسرعة النمو، والتطور المتسارع، كما أنه يمتلك قدرة هائلة جدا على: إحداث عدة تغييرات متتابعة في كثير من جوانب حياتنا المتنوعة والمختلفة، انطلاقا من قيادة السيارات، مرورا بالمساعدات الشخصية، ووصولا إلى التشخيصات الطبية، والتنبؤات المالية.