مقالات وكتاب

الإرهاق الريادي

م. علي الغدير
مستشار المشاريع والخبير في الشأن الاقتصادي

ربما لم تسمع كثيراً عن الإرهاق الريادي، ولكنها حالةٌ تُصيبُ رائد الأعمال المتميّز، الذي يتوجب عليك معرفة كيفية التعامل معها. من أجل أن تحافظَ على تميزك. لذلك، إذا أردت صديقي القارئ أنْ تعرف المزيد من المعلومات عن هذه الحالة ومسبباتها. فإنه عليكَ بقراءة هذا المقال، لأنك سوف تجد فيه معلوماتٍ كافية ووافية بإذن الله.
ما هو الإرهاق الريادي؟
في بادئ الأمر، يُعرَّف الإرهاق الريادي على أنه حالةٌ تصيبُ رائد الأعمال بعد قيامهِ بجهدٍ عمليٍّ صعب ومتعب. فيها، يصابُ المرءُ بانخفاضٍ في الطاقة وتعب، وقد يصل إلى حدّ الاكتئاب. لذلك، تم تصنيف هذه الحالة كمرضٍ وفقَ منظمة الصحّة العالمية، وأنه قد يهدد الحياةَ في بعضِ الأحيان. الجدير بالذكر، أن 50% من رواد الأعمال يعانون من هذه الحالة بعد تعبٍ غير مرصود.
ما هي أعراض الإرهاق الريادي؟
إذا كنتَ تعاني أيها القارئ، يا رائد الأعمال، من الأعراض التي سوف نعددها الآن، فللأسف أنت مصابٌ بالإرهاق الريادي. وعليكَ مراجعةَ المختصين من أجل تلافي الوقوع في الخطر.
نذكر من الأعراض:
الخمول، وانخفاض في الطاقة، والتعب والإرهاق بشكلٍ دائم.
الشعور بمشاعر سلبية، والتفكير السلبي كذلك الأمر.
عدم التركيز، وانخفاض في القدرة العملية.
العزلة، في بعض الأحيان.
اكتئاب خفيف.
أخيراً، من الممكن حدوث انهيارات نفسية وعقلية وأمراض في القلب، وقد يؤدي إلى الموت في بعض الأحيان.
لذلك، يجب عليكَ أخذ الموضوع على محملِ الجدّ، ومن ثم تدارُك الوضع قبل أن تصلَ إلى حالةٍ خطرة. ولكن، ما هي هذه الحالة الخطرة؟
خطر الإرهاق الريادي
قد تجد بعض رواد الأعمال يُكابرون على أنفسهم، ومن ثم لا يتداركون الوضع، أو قد تجد بعضهم لا يرفهون عن أنفسهم. وبالتالي، لا يأخذون أي استراحة “استراحة محارب ريادي”، وتجدهم في وضع التشغيل الدائم دون راحة. وهذا ما يزيد من خطر الإرهاق ومن ثم زيادة الضغط.
لذلك، يجب عليك صديقي القارئ أخذ الموضوع على محمل الجدّ ومن ثم أخذ استراحة استجمام. أو استشر مختصاً إن صعب عليك إيجاد الحل المناسب، كي لا تصل إلى مرحلة المرض، ومن ثم الموت لا قدر الله.
كيف أعرف أنني مصابٌ بالإرهاق الريادي؟
يوجد مجموعة من الدلائل، يمكنك أن تستعين بها من أجل معرفة ما إذا كنتَ تعاني من إرهاقٍ رياديّ.
من هذه الدلائل:
الشعور بالإنهاك والتعب طوال الوقت.
القلق والتوتر، أكثر من اللازم. الجدير بالذكر أنّ القلق أمرٌ عادي وبسيط إذا كان عابراً، ولكنّ القلق الدائم يعتبر حالة منذرة للخطر.
الشعور بالارتباك والكثير من التردد في اتخاذ القرارات.
المكافحة لأجل التركيز، أو زيادة التركيز.
انعدام الشهية للأكل، ومن ثم قلة الأكل عن الوضع الطبيعي الذي تكون عليه دائماً.
الحرمان من النوم، والاضطراب، والأرق.
العصبية، وسرعة اشتعال الغضب، ومهاجمة الناس دون سببٍ وجيه.
إذا وجدت نفسك أنك تعاني من أغلب هذه الأعراض مجتمعةً مع بعضها، فيلزم عليك مراجعةِ المختصين بالسرعة القصوى.
ولكن، قد يصاب المرء بإرهاق ريادي نتيجة التفكير السلبي بعدة أشياء، ومن ثم يصاب بانهياراتٍ عقلية وجسدية.
ولكن، ما هو التفكير السلبي؟ وكيف يؤدي إلى الإرهاق الريادي؟
هو التفكير بطريقة سلبيّة في العمل، والخوف والقلق الدائم من الفشل، ويوجد عدة دلائل تدلُّ على أنك تفكر بطريقة سلبية.
من هذه الدلائل:
انخفاض الشغف بالعمل.
توقعات نجاح خطتك وأفكارك غير واقعية.
الشعور بالملل وعدم التخطيط والتفكير.
الخوف والقلق من الفشل.
الشعور بالكبرياء وعدم طلب مساعدة أحد.
الإحباط.
الندم على المشروع.
كلُّ تلك الأفكار السلبية قد تؤدي إلى الهذيان إذا اجتمعت مع بعضها. لذلك، إذا شعرت بأنك تفكر بطريقة سلبية فاستشر مختصاً أو صديقاً لك في العمل مرّ بتجربتك، كي يدلك على سبيل النجاة.
السبيل إلى الشفاء من الإرهاق الريادي
إن أهم نقاط السبيل إلى الشفاء من الإرهاق الريادي هو الاعتراف به. إذ أنك تجد الكثير من الأشخاص يكابرون على أنفسهم، ولا يعترفون بأنهم مرهقون، أو أنهم مريضون حتى حسب منظمة الصحة العالمية.
لذلك، يجب عليك من بداية رسمكَ لخطة مشروعك الريادي أو شركتك، أن تضع ضمن مسيرتك العملية خطة الراحة والاسترخاء بين الحين والآخر. حتى وإن كان ضغط العمل كثيراً، فالراحة هي من تشحنك بالطاقة المطلوبة من أجل إتمام عملك واستمراره بنجاح.
ولكن، إذا كنت صديقي القارئ لم تخطط لذلك، فلا تقلق، يمكنك طلب المساعدة من صديق، أو استشارة شخص مختص. المهم، أن تطلب المساعدة في الوقت المناسب وقبل الدخول في مرحلة الخطر.
في حال كان انعدام الشغف مسيطراً عليك، وأنه السبب الرئيسي في الوصول إلى نقطة الإرهاق. عليكَ بمراجعة نفسك صديقي القارئ، وكيف أنك من تحمس وتشجع لأجل هذا المشروع الريادي. وعندما، سوف يعود إليك شغفك بالعمل إن شاء الله تعالى.
نصائح رواد أعمال للتعامل مع الإرهاق الريادي
التخلص من الذنب
إذا قررت صديقي القارئ الاستراحة بعد عملٍ طويلٍ ومتعب، فلا تشعر بالذنب؛ لأن هذا من حقك. بل على العكس يجب أن تفكر أن هذا الوقت ما هو إلا شحنٌ طاقيّ من أجل العودة إلى العمل والخوض فيه بكامل الثقة والإشراق والطاقة.
الاستمتاع بالعمل
الجدير بالذكر أنه عليك يا رائد الأعمال أن تستمع بعملك دون جهد، إذ أن عدم الاستمتاع بالعمل قد يؤدي إلى انعدام الشغف. ومن ثم التفكير السلبي، ومن ثم الإرهاق الريادي. لذلك، استمتع بعملك، وإن لم يكن عملك ممتعاً جِدْ طريقاً تستمع بها في عملك، بحيث تبقى في سوية طاقية عليا مهما عصفت بك مشاكل العمل والحياة.
في الختام، نوصيكَ صديقي الريادي القارئ بالاهتمام بصحتك جيداً من أجل الاستمرار في السعي والنجاح بإذن الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى