الراية السعودية .. الإرث الصامد .
الهنوف بنت علي المهوس – الرياض
صمود الإرث والعلم الوطني , يكشف عن قوة وإلرادة الدول وصلابة إرثها التاريخي وعظمة ثبات نهجها القيادي والسياسي , فكثيراً ما تتغير الرايات والأعلام في الوطن الواحد، لتغير الأنظمة السياسية والمذهبية، إلا أن مملكتنا الغالية المملكة العربية السعودية ، رأيتها ثابتة المبادئ والقوة والعلو , فهي ليست مجرد قطعة قماش، ولذلك فعندما قدم دومنغو باديا ليبيلخ الذي أدعى أنه مسلم الديانة، تحت اسم الحاج علي العباسي، والذي يعمل لصالح نابليون الثالث، إلى مكة في 14 من ذي القعدة عام 1221هـ/الموافق يناير 1807م وقد أتيحت له الفرصة لرؤية دخول جيش الإمام سعود إلى مكة المكرمة، وذكر دومنغو دخول 45 ألفاً من أتباع سعود، بثياب الإحرام ورأى الشريف وجنده يختفون في قلاعهم، كما شاهد جيش سعود وأتباعه يدخلون إلى مكة لأداء مناسك العمرة، ويتقدمهم عَلم لونه أخضر وقد طرزت عليه بحروف كبيرة بيضاء كلمة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله).
كما تحدث عبد الرحمن الرويشد في كتابه تاريخ الراية السعودية عن الرحالة جون لويس بوكهارت خلال زيارته للشرق، والذي ذكر الشؤون العسكرية للإمام محمد بن سعود، وسلطته وغزواته، وأن لكل شيخ أو أمير من أمرائه راية خاصة، وأن ابنه سعوداً يمتلك عدداً من الرايات المختلفة، وكذلك عن الرحالة البريطانية الليدي آن بلنت التي ذكرت أنها أنها رأت البيارق مرفوعة على الجمال، وأما علم الدولة الهاشمية في الحجاز وذلك قبل توحيد المملكة العربية السعودية، تتألف من أربعة ألون وهي: الأبيض، والأخضر، والأسود، والأحمر في زمن الشريف الحسين بن علي.
في عهد الملك المؤسس عبد العزيزبن عبدالرحمن ال سعود طيب الله ثراه ، كان يتولى خياطة الرايات وإعدادها والكتابة عليها أهل بيت معروف في الرياض، وقد كان أخر من تولى شأن راية الملك عبد العزيز من هذا البيت عبد الله بن محمد بن شاهين ثم أوكل الأمر بعد ذلك إلى الوجيه الشيخ سعد بن سعيد وابنه عبد المحسن بن سعد بن سعيد من أهل الرياض، ثم تحولت إلى جهات الاختصاص فيما بعد.
وكان العلم مستطيل الشكل عرضه يساوي ثلثي طوله، لونه أخضر يمتد من السارية إلى نهاية العلم، وتتوسطه الشهادتان ( لا إله إلا الله محمد رسول الله) وبالإضافة إلى سيف مسلول ورسمت الشهادة والسيف باللون الأبيض وكان النظام والتنسيق وتحديد مكوناته تتوارث وفي يوم 12/1/1357هـ الموافق 13/3/1938م قد صدر نظام رفع العلم بالأمر السامي الكريم رقم 1/4/ 7 ونشره في الجريدة الرسمية آنذاك أم القرى .