النفور من الخسارة وتأثيره على حياتنا Loss Aversion
بقلم ــ فرحان حسن الشمري
النفور من الخسارة (Loss Aversion) هو مفهوم في علم النفس السلوكي الاقتصادي يشير إلى ميل الناس إلى تجنب الخسارة بشكل أكبر من رغبتهم في تحقيق مكاسب بنفس الحجم حيث بينت دراسات الاقتصاد السلوكي أن الفرد يشعر بألم الخسارة أكتر من ضعف شعوره بالاستمتاع بتحقيق الربح.
أسباب النفور من الخسارة لماذا ؟
• التطور: يعتقد العلماء أن هذا الميل تطوري، حيث كان يتجنب خسائر مثل فقدان الطعام أو المأوى أي ما هو ضروريًا للبقاء على قيد الحياة و التمتع بها.
• الخوف من المستقبل: الخسارة تجعلنا نشعر بعدم اليقين والخوف من المستقبل مما يدفعنا لتجنبها بكل الطرق.
• العدالة: نشعر بأن الخسارة غير عادلة وأننا نستحق أكثر مما حصلنا عليه.
تأثير النفور من الخسارة على قراراتنا:
• تجنب المخاطرة:
يدفعنا لتجنب أي قرار قد يؤدي إلى خسارة، حتى لو كانت فرص المكسب كبيرة.
• صعوبة التغيير:
نجد صعوبة في التغيير والتخلي عن الأشياء المألوفة حتى لو كانت هناك خيارات أفضل.
• الندم:
نشعر بالندم الشديد و إكتئاب عند اتخاذ قرار خاطئ يؤدي إلى خسارة.
أمثلة على النفور من الخسارة في حياتنا اليومية:
• المال: نفضل الاحتفاظ بالمال الذي لدينا على المخاطرة بفقدانه لتحقيق مكسب أكبر.
• العلاقات: نخشى فقدان العلاقات القيمة أكثر مما نستمتع ببناء علاقات جديدة.
• الصحة: نخشى فقدان صحتنا أكثر مما نستمتع بالحفاظ عليها.
• الوقت: نشعر بالضيق عندما نضيع الوقت، ونحاول استثماره بأفضل شكل ممكن.
كيف نتغلب على النفور من الخسارة؟
1. تحديد الأهداف:
تحديد أهداف واضحة لما تريد ومعرفة المخاطر المرتبطة بها.
2. التفكير العقلاني في تقييم المخاطرة :
تقييم الخيارات بشكل عقلاني، والتركيز على الفوائد طويلة الأجل بدلاً من الخسائر القصيرة الأجل.
3. تعلم من التجارب السابقة:
التعامل مع الخسائر كفرص للتعلم والنمو يمكن أن يقلل من الخوف من فقدان المزيد في المستقبل.
4. استخدام “الموازنة” :
المقارنة بين المكاسب والخسائر المحتملة بشكل موضوعي لتحسين قدرتك على اتخاذ القرارات.
5. البحث عن الدعم و المشورة :
التحدث مع الآخرين (الموثقين) حول مخاوفنا يمكن أن يساعدنا على الشعور بالراحة وتقبل المخاطرة
6. تقبل الخسارة:
فهم أن الخسارة جزء طبيعي من الحياة و النظر على أنها فرصة للتعلم والتطور.
وفي الختام , النفور من الخسارة جزء طبيعي من النفس البشرية، لكن إدراك تأثيره على قراراتنا و حياتنا بصورة عامة يساعدنا في تقليل تحيزاته وتحقيق توازن أفضل في حياتنا الشخصية والعملية حيث من المهم أن نكون على دراية به وأن نتعلم كيفية التعامل معه من خلال الفهم والقناعات الإيجابية حيث يمكننا ذلك اتخاذ قرارات أكثر وعياً وتحقيق حياة أكثر سعادة ورضا.
فرحان حسن الشمري
للتواصل مع الكاتب:
X: https://twitter.com/farhan_939
e-mail: fhshasn@gmail.com