جامعة الامام والأندية الصيفية: شاهدة على ولاة امرنا
لا تنهض الدول والأمم الا بهمة شبابها وحكمة شيوخها وكبارها وعزيمة قادتها وزعمائها, للدولة العظيمة ملامح واوجه لا تكون في غيرها, الدولة الكبرى القوية ليست ذات السلاح والعتاد على اهميتهما, الدولة العظمى ليست بالمال وكثرته, بل هنالك قواعد من تقوى الله والعمل لمصلحة العباد والبلاد بالإيثار والتضحية, لكن للقادة وولاة الامر صفات متى رايتها اعرف انك في حضرة ولاة امر يستحق معهم الحمد لله وشكره, من أهمها تقديم ذوي العلم وأهله واحترامهم واجلاسهم حيث يستحقون, من أهمها أيضا تواضعهم وخضوع هامتهم للحق والعدل, نعم ليست في رجل واحد بل هي سمات متوارثة يكتسبها الأبناء من الاباء, هكذا نحن وهكذا هم معنا ولاة امرنا ال سعود وعلى مقدمتهم أبناء واحفاد عبدالعزيز معجزة الصحراء.
يوم امس كنا في احتقال جماعة الامام محمد بن سعود الاسلامية باختتام برنامج الأندية الصيفية لهذا العام 1438هـ, وكان الاحتفال برعاية صاحب السمو الملكي امير الرياض بالنيابة الامير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز المحبوب ساكن القلوب بخلقه الرفيع وعلمه الوفير وعمله الدؤوب, كيف لا وهو من مدرسة سلمان الحزم والعزم, ويتبع في خدمة الرياض اميرها الحكيم فيصل بن بندر حفظهم الله جميعا, ما لفت الانتباه قبل اضاءة شمعة على فكرة الأندية الصيفية, هي تلك الكلمة العصماء التي اتحفنا بها الدكتور الشيخ معالي سليمان اباالخيل مدير الجامعة, اباالخيل من الرجال الذي احبهم في الله علما وعملا, ما جعلنا نحمد الله ونشكره على نعمه علينا هو قيام امير الرياض بالنيابة بعد انهاء الشيخ كلمته حيث هب من مجلسه باتجاه الشيخ ليسلم عليه ويقبله على راسه, هذا هو تواضع ولاة امرنا ومن يولوهم علينا, هذه هي مكانة العلماء المستحقة, هذه هي السعودية بلاد الحرمين الشريفين.
ما يقارب الخمسين مركز ونادي صيفي في كل مناطق المملكة كانت متاحة ومفتوحة امام شبابنا في هذا الصيف, وكلها بإدارة واشراف جامعة الامام, لا يخفى على احد أهمية هذه الأندية ليس فقط بإشغال الوقت وقتل الفراغ, بل أيضا بإفراغ الشحنات الزائدة وتوظيفها توظيفا سليما لإنتاج أفكار واعمال صالحة, تفجير طاقات الابداع واظهارها من تحت التراب, كنت قبل فترة قرات مقالة عن السهر والاستيقاظ متأخرا, وتلك الساعات الضائعة ليس فقط من عمر شبابنا بل من حق الوطن علينا, ناهيكم عن الامراض الصحية المزامنة للسهر المتأخر حتى ساعات الفجر, وهذا كله مثبت علميا وليس مجرد تكهن او توقع.
عندما تتوفر الأندية الصيفية وتعد اعداد ممتاز نضمن معه عامل الجذب والشد وعدم الممل والتكرار, عندها فقط نضمن بان يندفع شبابنا ذكورا واناثا نحوها, الشباب يريدون الترفيه والمتعة والمنافسة بالتحدي, اذا وفرنا لهم هذه العوامل فإننا نضمن تفاعلهم ومشاركتهم, كم نتمنى ان نصل الى مرحلة ان الشاب او الفتاة يرفضون فكرة السفر خارج المملكة لان لديهم التزام وبرنامج في الأندية الصيفية, لا نريد مجرد غرف مغلقة وساحات فارغة وندوات ومحاضرات, نريد بابا ندخل فيه القيم والأخلاق والانتماء الى عقول وقلوب هؤلاء الشبيبة, هذه اعيد وأكرر لا بد من الابداع بالدمج بين الترفيه والتنافس والتحدي والتجديد دائما, هكذا هي عقول الشباب وهذه هي اهم ما يشدهم.
بقي عامل واحد بعد ان ذكرنا نعم الله علينا بولاة امرنا وتواضعهم وحبهم وتقريبهم للعلم والعلماء، وذكرنا دور جامعة الامام وادارتها المتطورة بعلم الشيخ اباالخيل، فماذا أيضا بعد يلزمنا؟ نعم انه الاعلام يا سادة يا كرام, الاعلام الوطني الرسمي المحلي, الاعلام الخاص المملوك للوطن حتى لو من خارجه, الصحف والمجلات والاذاعات, هؤلاء من يقنعون من يملك الف ريال بشراء سيارة بمائة الف ريال, الا يستطيعون ان يقنعوا شبابنا بأهمية وروعة تنافسية الأندية الصيفية,بطولات صيفية ذات جوائز متميزة وتنظيم رائع, اجزم انه لو اهتم الاعلام وزاد الانجذاب الشبابي للأندية الصيفية فإننا سنشهد أيضا دعما وولوجا للقطاع الخاص يدعم هذه الفكرة وتطويرها, فالخير في ابها نراه في الرياض, نعم أينما زرعت شجرة في وطني فإننا كلنا نتفيأ بظلها.
الدكتور طلال بن سليمان الحربي