ابن العلقمِ ناشط حقوقي!
أكبر خيانة تاريخية مرت على الدولة العباسية في بغداد خاصة وعلى الأمة الاسلامية قاطبة، هي خيانة ابن العلقم وزير آخر خلفاء بنو العباس المستعصم بالله.
كان شكل خيانة ابن العلقم هو ما قام بترتيبه مع هولاكو قائد التتار، لاحتلال بغداد وقتل الخليفة، على أمل أن يسلمه هولاكو أمارة بغداد، ولكن حسب ما ذكر عدد من المؤرخين بأن التتار تعاملوا معه بعد سقوط بغداد بكل أنواع الذل والمهانة، وقد روى المؤرخون حكايات متنوعة عن أشكال الذل والهوان الذي تعرض له ابن العلقم من التتار بعد كل ما قدمه لهم من خيانته العظمى لوطنه وشعبه ودينه!
بغض النظر عن ما هو مدى صحة ما روي عن الخيانة العظمى التي اقترفها ابن العلقم في حق وطنه، ولكن الواقع والتاريخ يتفقان على أن مناصرة العدو ضد الوطن بأي شكل من الأشكال، هو أكبر خيانة يقترفها الانسان في حق أهله ووطنه وربما دينه.
أن اعظم خيانة هي خيانة الدين والوطن والأهل، مثل ما فعل بعض المتردية ممن ارتمى بأحضان منظمات تبشيرية في بعض دول أوربا وفي كندا. تملك وتدير هذه المنظمات جمعيات أهلية تحت مسمى حقوق الإنسان! أي حقوق إنسان التي كان همها الأكبر المطالبة بحقوق المرأة السعودية! وغض الطرف عن تجاوزات المبشرين في افريقيا وآسيا.
لا نسمع زمجرة ونباح من جمعيات “حقوق الإنسان” عن ما يجري من جرائم يقوم بها المبشرين في حق الشعوب المنكوبة! أم أن أصحاب الابتسامة الصفراء معصومين من الأخطاء! بأنهم يقدموا يد المساعدة لكل المحتاجين مثل ما يقدموا من مساومة للضعفاء والمنكوبين من بعض شعوب أفريقيا وآسيا! بتقديم الغذاء والدواء في مقابل الإيمان بالرب الظاهر بالجسد! والموافقة أيضاً على أخذ أطفال هذه الشعوب المنكوبة لخدمة الكنائس في أوربا وأمريكا الشمالية.
توجهت هذه المنظمات التبشيرية الموبوءة بجُل استطاعتهم وقدراتهم ضد مملكتنا الغالية، عن طريق تقديم الرشاوي وتسليط الاعلام، وسلطة بعض المتنفذين بحكومات غربية مثل حكومة كندا وبالتعاون مع جيراننا الخونة! لإثارة قضايا اجتماعية داخل المملكة أما مكذوبة لا صحة لها أو بتضخيم قضية عادية بشكل يجعل منها قضية رأي عام.
مرة يخرجون لنا بقضية حقوق المرأة! ومرة بقضية حقوق الإنسان! ومرة بقضايا معتقلين!! أنهم حقاً اغبياء ولم يعرفوا ويعلموا مدى تلاحم الشعب السعودي الكريم مع قيادته الرشيدة مهما حاولوا من طرق لإشعال الفتنة لن يفلحوا لم يفلح من حاول قبلهم وقد كان أشطر!
أن حفنه من النقود أو المناصب والاموال في مقابل خيانة الوطن لا تساوي شيئاً للإنسان! أنما هي وسائل تضمن تدجينه وخنوعه عند سيده الذي اشترى منه كرامته وشرفه بموافقته على خيانة وبيع وطنه.
وأشكال خيانة الوطن متعددة ولكن من أهمها وما لاحظناها حديثاً، هو التعاون مع دول وجمعيات ومنظمات خارجية بهدف تشويه صورة الوطن عن طريق الحديث بمنابر الاعلام الخارجي سوآءا بالكذب والافتراء أو المبالغة وتضخيم أمور عادية.
وهناك من كانت خيانته للوطن حشفاً وسوء كيلا، وهي بما يدعي عن نفسه أنه معارض وناشط ومناضل ضد الظلم في وطنه! وبالضبط هذا ما يملي عليه أعداء الوطن بأن يقول ويكتب! وهو مختال ومختل في نفس الوقت ينعق من لندن أو كندا أو من أي داهية كانت خارج المملكة، ويعيش على ما يرمى له من حَباً وفتات!
أيها الخائن والمغفل المأجور: ألا تدري بأنك اداة تستخدم فقط لمحاولة هدم وحدة وطنك؟ فأن كنت تدري فتلك مصيبةٌ وأن كنت لا تدري فالمصيبةُ أعظمُ! غرتك حفنة نقود ومقابلات تلفزيونية وظهور اعلامي، والذي خان وطنه وباع بلاده مثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللّصوص، فلا أبوه يسامحه ولا اللّص يكافئه.
وأعلم أنه في نهاية الامر سواءٌ نجح مخطط الأعداء “وهذا بعدهم” أو لم ينجح! فسترمى مثل كيس نفايات في سلة الزبالة! فقد انتهت الفائدة منك، وانتهى السبب من استخدامك! فما هو الداعي لتكريمك؟ وأنت بلا كرامة خائناً لوطنك!!
وما سقط من النجوم أخف للسماء! حتى في عهد النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم كان من بينهم خونه ومنافقين وطابور خامس! ولا يظن بعض الأعداء أو الخونة أن حرمة مملكتنا رخيصة وسهله! بل هي غالية وعالية نفديها بأرواحنا وأنفسنا وكل ما نملك من غالي وثمين هو فداءٌ لوطني.