عام

التكتيك في فن التسليك

فن «التسليك» مصطلح من مشتقات «سلك»، هذا الفن المزعج باللفظ هو ترقيق وتمييع للكذب يستهلكه الكثير لتمرير ما لا يمرر، أو تجاهل ما يجب الانتباه إليه، أو السخرية من موقف أو قول.. «سلّك لي واسلّك لك ويسلّك له وما راح يمديك» اقتحامات لغوية شوارعية.

كنت صغيرا أحاول أن أتحدى السلك الكهربائي لا يهمني قوة التيار وأتأمل «الطبلون» ألاحق النقطة السوداء التي تدور داخله.. كنت أرمي أصابعي على السلك بخفة أحاول أن استشعر ما هي الكهرباء وكيف يكون التيار إلى أن لمسته فمسكني بشدة حاولت الإفلات لكنه قذفني بعيدا.. هل رأيتم فوضى الأسلاك في غرفنا.

أدركت حينها قيمة الكهرباء ولم أكن أعرف سعرها أو أحمل هم تكلفتها ولم أفكر في هل هذا السلك أصلي أم تقليد أم مغشوش.. بعدها أصبح سلك الكهرباء يرهبني حتى لو كان ملقى على الأرض.. واليوم صار سعر الكهرباء وأسلاكها وأغراضها يزاحم ميزانيتي مثلما زاحم ذكرياتي.

السليك بن السلكة شاعر صعلوكي مرتزق يمثل حالة كثير من الشعراء هذه الأيام وحتى واقع كثير من الشعر المتصعلك الذي يدور في أرجاء مختلفة يجعلك تهجر قراءة كل هذر يسمونه شعرا.

السلوك وما أدراك ما السلوك في مجتمعنا وما بين مدح في أكثره وذم في أقلّه الكل يتحدث عن سلوك الغير.. وما بين نقد ايجابي وسلبي الكل يحلل سلوك الآخر.. نتحرك هنا وهناك ونشاهد سلوكيات مختلفة رجال..نساء.. شباب.. حتى أطفال.. في الشوارع.. الأسواق..السفر.. في كل الاتجاهات.

وما رأيكم بمن يصرّ ان يفضح قيمته وفقره عبر بث سلوكه في تصوير سنابي مقيت.. فيسلك مسلك الحمقى لأنه يدفع مقابل الاشهار الذاتي كثيرا من قيمته، وعقله.

ولدينا بعض المجالات التي نطلق عليها سلكا ولا اعلم لم يطلق عليها «سلك».. فهناك سلك التعليم نموج معه بين مد وجزر بين راضٍ وساخط، والسلك الدبلوماسي الذي قد لا يجيده بعضنا، والسلك العسكري الذي كان من حلم العائلات.. «وسلوك كثيرة.. جمع سلك».

ويبقى قولي: لعلنا نسلك مسلكا متزنا حكيما في حياتنا يمنعنا من قطع أي سلك فيه منفعتنا..ونكفّ عن هذا «التسليك».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى