المحلية

سعوديات يعلقن على كاتبة رأت في قيادة المرأة تهديدًا أسريًا

رغم ما يمثله قرار السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة من نقلة نوعية في مسيرتها الحضارية، وخطوة فاصلة في مشوارها نحو تفعيل دورها التنموي مجتمعيًّا- لا يزال البعض تساوره بعض التخوفات حيال آليات تطبيق هذا القرار “التاريخي”، وهو ما يستدعي التوقف، خاصةً إن جاء هذا التخوف على لسان امرأة.

الكاتبة حواء القرني، في مقال لها تحت عنوان “قيادة المرأة.. لماذا الرجل المستفيد الأكبر؟”، ألقت الضوء على بعض المخاوف المتوقعة من قيادة المرأة للسيارة، على رأسها تهديد الأسرة السعودية، واختفاء لم شملها تدريجيًّا، مرجعةً ذلك إلى أن “الرجل له سيارته يقودها، والمرأة ستصبح لها سيارتها الخاصة التي ستقودها بنفسها، والأبناء لهم سياراتهم يقودونها، فضلًا عن إضافة عبء على المرأة بقيادة السيارة قد ينعكس سلبيًّا على واجباتها المنزلية؛ وذلك لأن بعض الرجال سوف يتملصون من واجباتهم تدريجيًّا حتى يصبح كل شيء على المرأة داخل المنزل وخارجه”.

صالحة البركاتي، في حديثها ثمنت قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الموافقة السامية على قيادة المرأة للسيارة، مشيرةً إلى أن هذا القرار يعد انتصارًا كبيرًا للمرأة في المملكة، ونقطة مضيئة في سجلها التاريخي.

البركاتي كشفت أن التخوفات التي تساور البعض من جراء هذا القرار منطقية ومقبولة في ظل حداثة التجربة، إلا أنها أكدت أنه في وقت قصير جدًّا ستتكيف المرأة السعودية على هذا الوضع الجديد بما لا يخل بالتزاماتها الأسرية تجاه زوجها وأولادها.

وتابعت: “بالعكس، أرى أن قيادة المرأة للسيارة ربما تخفف الحمل من على الرجل قليلًا وتعطيه فرصة أكبر للجلوس في البيت مع الزوجة والأولاد، كما أن الزوجة ليست بحاجة إلى النزول مرارًا لتلبية حاجاتها. ومن ثم فإن الحديث عن تفكك أسرة وتهديد استقرار الأسرة حديث فيه مبالغة نسبية”.

أما حصة الغامدي فـأشارت إلى أن التجربة لا تزال قيد التقييم، ومن المبكر جدًّا الحكم عليها في الوقت الراهن، مؤكدةً أنها خطوة تعكس حرص خادم الحرمين -حفظه الله- على دعم المرأة وإيمانه بدورها المجتمعي.

الغامدي أوضحت أن قيادتها السيارة لم تؤثر في علاقتها بزوجها، مشيرةً إلى أنها في كثير من الأحيان تلبي حاجات زوجها بنفسها، بدلًا منه في محاولة لتخفيف العبء عليه، وهو ما يقدره الزوج تقديرًا كبيرًا.

وأضافت أن هناك مبالغة لدى البعض في مسألة عدد المرات التي ستقود فيها المرأة السيارة؛ فالأمر ليس كما يتوقع البعض؛ إذ إن الخروج هنا سيكون للضرورة فقط، خاصةً بين النساء صاحبات المسؤولية الاجتماعية، سواء كن موظفات أو ربات منزل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى