بعد مطار الحديدة.. 10 كلم تحسم الهدف الاستراتيجي الأكبر
بعد نجاحها في السيطرة على مطار الحديدة، بإسناد من تحالف دعم الشرعية، أصبحت قوات المقاومة المشتركة على بعد 10 كيلومترات من الميناء، الهدف الرئيسي للعمليات العسكرية والإنسانية، ليفتح الطريق أمام هدف استراتيجي أكبر، وهو تخليص اليمن من إرهاب ميليشيات إيران.
وأعلن القائد العام لجبهة الساحل الغربي، أبو زرعة المحرمي، الثلاثاء، أن قوات المقاومة اليمنية المشتركة، بإسناد ومشاركة من قوات التحالف العربي، فرضت سيطرتها الكاملة على المطار.
وتوقع الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني، خالد النسي، أن تتجه القوات المشتركة إلى الالتفاف حول المدينة وقطع الإمدادات عن ميليشيات الحوثي الإيرانية لتضييق الخناق عليها، وبالتالي تحييد المنطقة المأهولة بالسكان، وتجنب حرب الشوارع للحفاظ على المدنيين.
وذكر النسي، في لقاء مع “سكاي نيوز عربية” أن المطار سيستخدم كمركز عمليات متقدم لإدارة المعركة باتجاه الميناء الاستراتيجي، وهو ما سيوفر الوقت والموارد العسكرية لتسريع تحرير الميناء دون الحاجة لاستقدام تعزيزات من الخطوط الخلفية في مناطق أخرى.
ويقع المطار جنوبي مدينة الحديدة المطلة على الساحل الغربي لليمن، ويضم مدرجا طوله 3 كيلومترات، وقاعدة جوية عسكرية. ويبعد نحو 10 كيلومترات عن ميناء الحديدة، ما يجعل موقعه محورا استراتيجيا خلال عملية تحرير الميناء من ميليشيات إيران.
الهدف الاستراتيجي الأكبر
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي البحريني، عبد الله الجنيد، إن تحرير الحديدة سيفتح الطريق أمام استعادة العاصمة صنعاء، ومحافظة صعدة معقل الحوثيين.
واعتبر أن “صنعاء هي الهدف الاستراتيجي” المقبل للمقاومة بعد تحرير الحديدة.
وتمنح استعادة المطار القوات اليمنية المشتركة سيطرة على الطريق الرابط بين الحديدة والعاصمة صنعاء، وهو الخط الكيلو 16 الحيوي.
وقال الباحث والكاتب السياسي اليمني، عبد العالم حيدرة، لـ”سكاي نيوز عربية” إن تحرير المدينة ومينائها سيمثل انتصارا كبيرا للشرعية اليمنية” فنحن نتحدث عن شريط كبير على الساحل الغربي، هذه خطوة كبيرة للشرعية على طريق استعادتها باقي المحافظات التي مازالت تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية.
مسؤولية وطنية
ورأى حيدرة أن الحرب دخلت “مرحلة صعبة حيث تجري بين فريق لديه مسؤولية وطنية يحاول الحفاظ على المدنيين والبنية التحتية، وفريق آخر ليس لديه أخلاقيات الحرب ويسعى لتعريض المدنيين للخطر”.
ويأتي تحرير المطار، في إطار عملية أوسع تشمل استعادة مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي، الذي من المفترض أن يستقبل المواد الإغاثية والطبية والأولية لملايين اليمنيين في شمال البلاد.
ولكن ميليشيات الحوثي سخرت الميناء، منذ السيطرة على الحديدة قبل أعوام، لتلقي الأسلحة الإيرانية والاستيلاء على المواد الإغاثية، بالإضافة لنهب إيراداته لتمويل عملياتها الإرهابية.