بريطانيا تمنح الحماية الدبلوماسية لمعتقلة في إيران
وجهت الحكومة البريطانيّة الجمعة “رسالة قوية للغاية” إلى إيران بمنحها الحماية الدبلوماسيّة للإيرانيّة البريطانيّة نازانين زاغاري-راتكليف المحتجزة في إيران منذ نيسان/أبريل عام 2016 في خطوة اعتبرتها طهران “مخالفة للقانون الدولي”.
ويشكل مصير زاغاري-راتكليف سببا للتوتر بين لندن وطهران منذ توقيفها في إيران في 2016.
وتم اعتقالها في مطار طهران في الثالث من نيسان/ابريل عام 2016 بعد زيارة عائلتها في إيران برفقة ابنتها غابرييلا المولودة في بريطانيا.
وأوضحت وزارة الخارجية البريطانية أنّ الحماية الدبلوماسيّة هي آليّة “تُستخدم نادراً” وتستطيع دولة بموجبها أن تطلب حماية رعاياها “إذا ما اعتبرت أنّ أفعال دولة أخرى سبّبت لهم ضرراً”.
ورحّب زوجها ريتشارد راتكليف بالإجراء البريطاني. وقال لوكالة فرانس برس “اعتقد انّها خطوة مهمة للغاية. إنها إشارة قوية وواضحة أنّ نازانين مدعومة من الحكومة البريطانية وبريئة”.
وقال وزير الخارجيّة البريطاني جيريمي هانت الجمعة لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” إنّ قرار منح الحماية الدبلوماسية لزاغاري-راتكليف “لم يحدث لشخص منذ أكثر من مئة عام”، وتابع أنّه “يبعث رسالة قوية للغاية لإيران”.
وأضاف “في صلب ذلك امرأة بريئة وضعيفة ومريضة وخائفة ولديها طفلة عمرها أربع سنوات”. وأوضح “لا ينبغي أن تدفع ثمن خلافكم مع المملكة المتحدة”.
وترفض إيران الاعتراف بجنسية زاغاري-راتكليف البريطانية وتتعامل مع قضية احتجازها على أنها مسألة داخلية.
وكتب سفير إيران في المملكة المتحدة حميد بعيدي نجاد في في تغريدة على تويتر الخميس أنّ “منح الحماية الدبلوماسية للسيدة زاغاري من قبل الحكومة البريطانية مخالف للقانون الدولي”.
وأضاف أن “الحكومات لا يمكنها ممارسة هذه الحماية إلا على مواطنيها. وكما تعرف الحكومة البريطانية بشكل واضح، إيران لا تعترف بازدواج الجنسية”.
وتابع “لهذا السبب وبمعزل عن إقامتها في المملكة المتحدة، تبقى زاغاري إيرانية”.
لكن وزير الخارجية البريطاني هانت قال إنّ لندن أرادت أن تدرك طهران أنها لا تنوي أن تبقى زاغاري-راتكليف طويلا في السجن.
وأكّد “نأمل في أن يتفاعل الإيرانيون بشكل بناء مع هذا وأن يدركوا أننا لن نسقط القضية. أننا نتعامل مع ذلك في شكل جدي جدا جدا”.
وتعمل زاغاري-راتكليف في مؤسسة تومسون رويترز الخيرية المتفرعة عن وكالة الصحافة الكندية البريطانية التي تحمل الاسم نفسه، وأوقفت في طهران في نيسان/أبريل 2016.
وحكم عليها في أيلول/سبتمبر من العام نفسه بالسجن 5 سنوات بسبب مشاركتها في التظاهرات المناهضة للحكومة التي جرت في إيران عام 2009 ضدّ السلطات، الأمر الذي تنفيه زاغاري-راتكليف. وتم تأكيد الحكم بالاستئناف في نيسان/أبريل 2017.
وفي آب/أغسطس الفائت، تم إخلاء سبيلها لثلاثة أيام والتقت بعدد من أفراد أسرتها ومن بينهم ابنتها غابرييلا خارج العاصمة طهران.
وخلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك العام الفائت، دعت رئيسة الوزراء تيريزا ماي الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى إخلاء سبيل زاغاري-راتكليف.
وقالت النائبة عن لندن توليب صديق إنّ إيران “انتهكت معايير حقوق إنسان دولية كثيرة”، من بينها انكار حق زاغاري-راتكليف في محاكمة عادلة وزيارات قنصلية واحتجازها في ظروف غير إنسانية دون حصولها على رعاية صحية على شكل مناسب.
وأثار قرار لندن منح زاغاري-راتكليف الحماية الدبلوماسية، الأمل لدى زوجها الذي رأى أنّه “يوم عظيم أن تقوم وزارة الخارجية بذلك أخيرا وأنا أقدر ذلك”.
وتابع “الآن هي فعليا قضية الحكومة البريطانية. كل الظلم الذي تعرضت له نازانين اصبح فعليا ظلم للحكومة البريطانية”.