عام

فاجعة بلقرن

عندما يستطيع الموظف التصدي لحل مشكلة في مجال عمله وينتظر الضوء الأخضرمن رئيس القسم فهذه مشكلة ، وعندما يُحيل الثاني الأمرإلى مديرالدائرة وهي من صلاحياته فهذا مؤسف ، وعندما ينتظر ذلك المدير حتى يرفع بهذا الشأن إلى مرجعه المباشر- وهومن أولويات عمله – فهذا تسيب ، وعندما يتدخل الوزير لحل وضع من صلاحية مرفق يتبعه فهذه كارثة !!!
وعندما يدخل على الخط أميرالمنطقة ليحسم الجدل بهذا الشأن الذي عجزت عنه أو ( تعاجزت ) الجهات المعنية – فهذا الفساد بعينه .
وعندما يكون الشأن يمس حياة الإنسان ، وعواقبه إزهاق أنفس بريئة معصومة – فهذه لعنة الفساد القاتلة !!!
الذي حدث قبل أيام في طريق الموت بعفراء ( فاجعة ) بكل ماتحمله هذه الكلمة من دلالات ، فاجعة مدوية على ذوي الراحلات – غفر الله لهن – فهو مصاب جلل لايستطيع تقدير حجمه إلا من حضر ساعة الدفن ورأى الأب المكلوم يدخل في نوبة هستيرية من البكاء وهويلقي النظرة الأخيرة على ثلاث زهور من فلذات الأكباد يودعن باطن الأرض هكذا بكل سهولة وفي ظرف ساعة ، أجسام غضة بريئة قدمت قربانا لتكون حافزا للانتفاضة العشوائية للجهات المعنية لترقيع ما أفسدوه !!!
فاجعة نصبت خيمة الإحباط على رؤوس المواطنين وهم يستجدون منذ فترة المسؤولين لإكمال هذا الطريق بعفراء الذي لايجاوزالكيلوات القليلة !!!
وفاجعة قتلت في الغيورين من أبناء البلد الرغبة في التطوير واللحاق بركب الازدهارالذي تعيشه بعض المحافظات المجاورة التي بعضها تتبع المركز الرئيس خاصة في مجال الطرق !!
كُوّنت لجنة للتحقيق في هذه الكارثة الإنسانية ، وهوإجراءٌ أوّليّ ضمّد بعض الجروح النازفة ، إجراءٌ ننتظر بعده الولوج إلى غرفة عمليات صانع القرار لإجراء عملية ناجحة سريعة تستأصل الورم الخبيث قبل أن يفتك ببقية أعضاء جسم المحافظة ، نحن بانتظار نتائج التحقيق ، وأهم منها إعلانها ليكون المواطن شريكا في المحاسبة ، وأهم من ذلك السرعة في تقديم التقرير , ويأتي البلسم الناجع بإيقاع أشد أنواع العقوبة بالمتسببين ، وإعلان ذلك على الملأ ذروة النجاح ..
إن لم يحصل ذلك فسيكون الأمر بمثابة الإكرامية للمفسدين وتشجيع من في قلوبهم مرض ليمارسوا الدور نفسه في قادم الأيام …
نعم سينقلب العقاب والمحاسبة إلى شهادة شكر وثناء ، وترخيصا مفتوحا لمن أراد أن يعبث بحياة الناس ، بل وتكثيرا لتلك الجينات الخبيثة التي تهدم ولاتبني ، لأنها أنانية لاتعترف إلا بالذات وإشباع رغباتها ومصالحها الخاصة ، وبناء إمبراطورية من المجد الزائف على جثث الأبرياء !!!
عفوًا :
أناملي وقفت عن الحركة ، و عقلي شُلّ عن التفكير …. ( فللموت بقيّـــــــة ) أقصد : للحديث بقيــّة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى