عام

الفجور في الخصومة

لم أتوقع أن يكون عند من يرددون ” خليجنا واحد ” 10% من هذا ” الفجور في الخصومة ، ولم أتوقع تبدل مشاعر أبناء المصير الواحد بين عشية وضحاها إلى هذه الدرجة من الكراهية والحقد والجور والبغضاء والحقد ، ولم أتوقع سوداوية القلوب إلى هذه الدرجة الحالكة الظلام.
الخلافات السياسية متحركة مطاطة غير ثابتة مثل البحر العميق الخطير المجهول ومثله في المد والجزر ، ووجود أي خلافات سياسية لا يقابلها إلا الفكر السياسي البحت دون تدخل بقية شرائح المجتمع في تبادل القذف والشتم التي وصلت إلى الإهانة والتشويه لكل الأطراف، بل كشفت سوءات هذا المجتمع الخليجي الذي كان يشارك في سيناريو واخراج مسرحية ” خليجنا واحد” ويردد عبارات اخاء لا تتعدى الحناجر والدليل هذا السيل الجارف من الجفاء والكراهية وشلالات الشتم والنعرات الجاهلية “كل حزب للأسف بما لديهم فرحون”.
وصل الاسفاف والسقوط مداه ووسائل الإعلام القطرية تضع عناوين ضخمة عن حجم خسائر السعودية المادية من عدم حج القطريين هذا العام وهم يعلمون أن القطريين حجوا وبنسبة أعلى من أعداد العام الماضي، وهم يعلمون أن القطريين حكومة وشعبا لو حجوا دفعة واحدة فلن يؤثر في موارد السعودية المالية سلبا ولا إيجابا لأن السعودية توفر البنية التحتية لضيوف الرحمن والأمن والرعاية الصحية والتنظيم الدقيق ولا تحصل على مقابل مادي من أي قادم لمناسك الحج والعمرة وإذا كان هناك عوائد مادية فهي تذهب من جيوب مواطني نفس البلد لمسئولي الحملات في ذات البلد وهذا لا شأن للسعودية به.
الإعلام في دول المقاطعة وفي دولة قطر تفنن في الجور في الخصومة ودخل كل من هب ودب على الخط ، وكالوا لبعض أشكال وألوان الشتائم ، ووصم كلا منهم الأخر بأقذع العبارات فهل هذا يؤدي إلى حل للخلاف السياسي؟ ومن المستفيد من هذا الفجور في الخصومة؟ وماذا يفعلون إذا تساقطت جباههم، وعرتهم الحلول السياسية التي تلوح في الأفق؟
بعض الجهات الإعلامية تقدم مواد توغر الصدور وتوسع هوة الخلاف لأهداف يفهمها أطراف الخلاف السياسي، كما هي قنوات الجزيرة وقناة المستقلة بقائدها محمد الهاشمي ، وهذه الجهات لا عتب عليها فقد فقدت المصداقية وأدار المتابع العربي لها ظهره ، لكن القنوات الرسمية ووسائل الإعلام الرسمية في دول المقاطعة ودولة قطر التي سكبت الزيت على نار فتنة مرسومة خارجيا وسيطفئها الله يجب أن تغير نغمتها المشحونة المنفلتة وأن تسعى لحفظ ماء الوجه بتخفيف حدة التوتر” أن جنحوا للسلم فاجنح لها”.

همسة
يقول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه “إذا أحببت أحبب هونا وإذا كرهت اكره هونا”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى