السعودية…القوة الصاعدة
جرى مؤخرا في سياتل الأميركية توقيع اتفاقية بين الشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI) وشركة بوينغ تحت رعاية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. ويهدف هذا المشروع المشترك إلى توطين أكثر من 55 في المائة من الصيانة والإصلاح وعمرة الطائرات الحربية ذات الأجنحة الثابتة والطائرات العمودية في السعودية، بالإضافة إلى نقل تقنية دمج الأسلحة على تلك الطائرات وتوطين سلسلة الأمداد لقطع الغيار داخل المملكة، وذلك تحقيقاً للرؤية الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية 2030 التي أعلن عليها ولي العهد.
هذه الاتفاقية المهمة على المستوى الاستراتيجي ستعزز الأسطول الحربي للمملكة وتجعله أكثر قوة مما كان عليه و قادرا على التصدي لكل عدوان محتمل على الأراضي السعودية ، خاصة العدوان الحوثي ( الإيراني بالوكالة ).
فالقوة الاقتصادية أصبحت غير كافية للدولة كي تكون لها الريادة في العالم إذا لم تلازمها القوة العسكرية . كما أن الدور الاستراتيجي الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في منطقة الشرق الأوسط ، كقائدة لدول الخليج ، يحتم عليها أن تكون قوة عسكرية صاعدة ، بالإضافة الى مكانتها الاقتصادية و الروحية بالمنطقة .
لقد شهدت السعودية تحولات كبيرة و تغييرات مهمة في عهد ولي العهد محمد بن سلمان ، بصدور حزمة من القرارات الجريئة، والمشروعات الضخمة، ترسم مستقبل جديد للمملكة السعودية المنفتحة على العالم مع احترام خصوصيتها المجتمعية و مكانتها العربية والإسلامية.
ومما لا شك فيه أن رؤية السعودية 2030 ، والتي تهدف المملكة من خلالها إلى تنويع الاقتصاد، وتطوير هيكل الإنتاج، وخلق قطاعات جديدة مولدة للدخل؛ دون الاعتماد فقط على الموارد النفطية في عالم يشهد تحولًا كبيرًا نحو عصر ما بعد النفط ، تؤكد بشكل جلي على أن المملكة العربية السعودية تشهد تحولا تاريخيا سيجعل منها قوة صاعدة على المستوى الاقتصادي و العسكري ، بفضل القرارات الشجاعة و الجريئة التي اتخذها ولى العهد محمد بن سلمان لمواجهة التحديات، والتحولات التي تمر بها المنطقة والعالم ضمن رؤية ملكية لهندسة البيت الداخلي، وهندسة العلاقات والتحالفات الإقليمية والدولية.
ومما لا ريب فيه ، أن هذه المبادرات الشجاعة لولي العهد ستساهم في تعزيز وتقوية القرار السياسي و الاقتصادي السعودي و استعادة الدور الاستراتيجي للمملكة على الصعيد الدولي والإقليمي ويضعها في مصاف الدول العظمى بجانب الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا و اليابان و الصين و بريطانيا و غيرها.
فاستراتيجية المملكة العربية السعودية الآن تقوم على بناء الشراكات الاقتصادية، والاستثمارية مع الدول العظمى المؤثرة في السياسة الدولية ، ضمن الرؤية السعودية 2030م، وبرنامج التحول الاقتصادي 2020م، وفي إطار الشراكة المتكافئة المبنية على الاحترام المتبادل.
وفي الأخير ، يمكن الجزم على أن الرؤية الاستراتيجية لعام 2030م ، ستجعل من المملكة السعودية قوة اقتصادية وعسكرية ، وأيضا قوة جيو – استراتيجية و سياسة عالمية .
الدكتور / خالد الشرقاوي السموني
مدير مركز الرباط للدراسات السياسية والاستراتيجية