راية العز والشموخ

الإعلامي والصحفي محمد آل ضعين
عضو هيئة الصحفيين السعوديين
يُعدُّ يوم العلم السعودي مناسبة وطنية عظيمة تجسد تاريخًا ممتدًا من الفخر والاعتزاز. ففي 11 مارس من كل عام تحتفل المملكة برايتها الخالدة التي تحمل معاني القوة والسيادة والهوية الإسلامية الراسخة. ولم يكن هذا العلم مجرد قطعة قماش ترفرف في السماء، بل هو شاهد على وحدة الوطن وعزته. راية حملها الأجداد وافتدَوها بدمائهم، وحافظ عليها الأبناء جيلًا بعد جيل لتبقى رمزًا شامخًا لا يطاله أفول.
العلم السعودي، بلونه الأخضر، يعكس الخير والنماء، ويروي قصة أمة بُنيت على أسس الدين الإسلامي الراسخة، حيث تتوسطه شهادة التوحيد لتؤكد أن هذه البلاد قامت على العقيدة الصافية، بينما السيف الذي يزينه هو رمز القوة والعدل والحزم في اتخاذ القرار. ليكون هذا العلم انعكاسًا لمسيرة وطنية عظيمة لا تنكس رايته أبدًا، دلالةً على استقرار الدولة ورسوخها.
منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى، كان العلم رمزًا للوحدة والقوة يرفرف في سماء العزة والمجد، ورافق المملكة في مختلف مراحلها التاريخية، حتى أرسى الملك عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه، دعائمه، وجعله شاهدًا على قيام الدولة الحديثة، ليظل شامخًا فوق كل الإنجازات والانتصارات. وفي كل المحافل الدولية ظل هذا العلم حاضرًا يعبر عن سيادة المملكة ومكانتها العظيمة بين الأمم.
إقرار يوم العلم السعودي لم يكن مجرد خطوة رمزية، بل هو تأكيد على عظمة هذه الراية في وجدان كل مواطن ومقيم. إنه يوم يعزز الانتماء الوطني ويغرس في الأجيال القادمة معاني الولاء والفخر، ويذكر الجميع بأن هذا العلم ليس مجرد شعار يرفع، بل هو راية مجدٍ امتدت جذوره عبر التاريخ، شاهدةً على تضحيات الأبطال الذين كتبوا بدمائهم مسيرة العزة والكرامة.
العلم السعودي لا يغيب عن أي إنجاز وطني، فهو يرتفع شامخًا في البطولات الرياضية، والفعاليات الثقافية، والمحافل الدولية. شاهده العالم في لحظات الإنجاز والتحدي، شاهده وهو يرفرف في الفضاء مع روادنا الأوائل ليعلن أن طموح المملكة لا يعرف الحدود. شاهدوه على منصات التتويج، ومؤتمرات العالم، وبين أيدي أبناء الوطن الذين صنعوا المجد بأحلامهم وطموحهم.
يوم العلم السعودي ليس مجرد ذكرى عابرة، بل هو عهد يتجدد مع كل رفرفة لهذه الراية الطاهرة. هو يوم نستذكر فيه مسيرة وطن عظيم بُني على أسس ثابتة، وسار بخطى واثقة نحو المستقبل. هو يوم نقف فيه جميعًا تحت راية التوحيد لنؤكد أننا شعب يعانق المجد ويصنع التاريخ بعزيمة لا تلين وطموح لا يعرف المستحيل.