حسن وهب الدليمي.. نموذج للقيادة المعتدلة في عراق متنوع
يجسد حسن وهب الدليمي أحد أوجه التنوع الثقافي والسياسي في العراق، إذ يجمع بين الاعتدال والتسامح والثقافة المتنوعة، فهو من الشخصيات التي تركت بصمتها على الواقع السياسي والثقافي في البلاد، مما يمنحنا صورة واضحة عن الأوضاع السياسية والثقافية والاجتماعية في العراق، وما يمكن أن تصنعه شخصيات مهمة ومعتدلة في هذا البلد.
يعد حسن الدليمي واحدًا من الشخصيات السياسية البارزة للمكون التركماني في العراق، فهو لواء طيار سابق، ونائب في مجلس النواب عن محافظة نينوى، كما شغل أيضاً منصب المستشار الأمني لوزارة الكهرباء، اسمه بالكامل: حسن وهب علي سليمان الگنو الدليمي، وُلد في مدينة تلعفر التركمانية، وهي إحدى المدن العراقية التي كانت مسرحًا لأحداث مهمة في السنوات الأخيرة بالعراق، نشأ الدليمي في بيئة تركمانية، مما منح شخصيته طابعًا ثقافيًا مميزًا، وبفضل أصوله التي تعود إلى قبيلة الدليم العربية، جمع بين ثقافتين مختلفتين، مما أكسبه تنوعاً يعكس طبيعة المجتمع العراقي.
من بين ملكاته، استطاع الدليمي توظيف خبراته العسكرية والثقافية المتعددة في تحليل الأوضاع السياسية المتشابكة والمعقدة في العراق، ومن هنا، برز بوصفه صوتاً معتدلاً في البرلمان العراقي، ففي أحد تصريحاته الصحفية قال: “إن التجاذبات السياسية والمذهبية تنعكس بشكل كبير على المناطق المتعايش عليها (بدل تسمية المتنازع عليها) في العراق”، هذا التصريح وغيره يمنحنا صورة عن طبيعة هذه الشخصية ومدى إلمامها بالمشترك الوطني والأسس السليمة لبناء المجتمعات.
من خلال تتبع مواقفه السياسية، يتضح أن أحد أهم أوجه سياسته هو الدعوة إلى التعايش والتسامح والمواطنة، خاصةً في المدن متعددة القوميات والمذاهب، لاسيما وأنه ابن إحدى تلك المدن، “تلعفر”.
تُبرز سيرة حسن وهب الدليمي أهمية القيادة التي تتسم بالاعتدال والحكمة في بلد متنوع مثل العراق، من خلال التزامه بالتعايش السلمي ودعواته للوحدة الوطنية، يقدم الدليمي مثالاً يُحتذى به في كيفية تحويل التنوع الثقافي والتحديات السياسية إلى فرص للتفاهم والتعاون بين مختلف مكونات المجتمع العراقي.