مقالات وكتاب

الزوجة السيكوباتية وأساليب التعامل معها

بقلم  ـ مرزوق بن علي الزهراني (أبو إبراهيم)

 

يُستخدم مصطلح” الزوجة السيكوباتية” لوصف المرأة التي تمارس الأساليب الضارة على نفسها وزوجها بل و المحيطين بها. وتشير كلمة” السيكوباتية” إلى سلوك بغيض ينخر في أي علاقة، لا سيّما العلاقة الزوجية فيُهلكها تماماً بمرور الأيام، فهو سلوك يُمرض من يتعرض له ويُهدِّم شخصيته وينسف كيانه.
وعند الحديث عن الزوجة السيكوباتية، نشير إلى المرأة التي تسعى للسيطرة على حياة زوجها بشكل مرضي، وتستخدم استراتيجيات ممنهجة للتلاعب به، وكلما كان الزوج ودوداً وطيباً، زادت ألاعيبها قسوةً وتأثراً على قلبه ومشاعره.
ومن السمات المميزة للزوجة السيكوباتية: عدم انتهاء رغبتها في التحكم الدائم في حياة زوجها مع الانخراط في تفاصيلها الدقيقة، مثل جدوله الزمني وأحداث يومه بما في ذلك زياراته العائلية، كما أنها تتصارع دائماً مع زوجها وتتجاهل احتياجاته وتفضيلاته، بل قد تساومه عليها، فيشعر وكأنه مُكبَّلٌ في سجنٍ ضيِّق. وقد تضع اهتماماتها الشخصية فوق حقوق زوجها وتقلل من قيمته ، رافعة شعار ” أنا ومن بعدي الطوفان”. وهي بذلك تخرج من صفات المرأة التي امتدحها نبينا الكريم ﷺ حين قال: خير النساء من تسرك إذا أبصرت، وتطيعك إذا أمرت، وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك). [رواه الطبراني- صحيح الجامع/ 3299].
ومن سماتها أيضًا: انتقاد زوجها بشكل مدمرومستمر باستخدام الكلمات القاسية التي تؤثر سلبًا على ثقته وقيمته، بغرض إحباطه وخلق جوًا سلبيًا في العلاقة بينهما ، مما يؤدي إلى تقويض ثقته في نفسه وإحباط تطوره المهني والشخصي.كما يمكن أن تكون الزوجة السيكوباتية متسلطة للغاية وتسعى جاهدة لنيل وسام السلطة والسيطرة على العلاقة الزوجية بأكملها. و أيضا يمكن أن تستخدم الابتزاز العاطفي، والترهيب الدموي؛ وقد تقوم بالتهديد بالانفصال من أجل بقاء زوجها تحت سيطرتها وداخل حوزتها.
بالإضافة إلى أن تلك الزوجة تحاول بشكل متكرر استعادة الماضي وتفاصيله المختلفة، كما أنها تُبادربإغلاق الحوار عند شعورها بضعف حُجتها أو اقتراب خسارتها، وتحاول بشكل متكرر توجيه اتهامات غير عادلة لزوجها وتجنب تحمل المسؤولية عن سلبية أفعالها ونتائجها.
والزواج من إمراة سيكوباتية هو بمثابة أن يفتح الإنسان شرفة في قلبه، لن تجلب له إلا الأذى ؛ لذلك ستجد أن من السهل التلاعب به وتهديده بشكل مستمرمتى ما تمكنت منه تلك السيكوباتية، مما يجعله يعيش في حالة هشة نفسيا، وحالة من القلق المستمر يصاحبها تقلبات مزاجية، واكتئاب، والشعور حتماً بانعدام الثقة بالنفس والتقييد الدائم لحريته الشخصية.
ويكمن حل هذه المشكلة في الاعتراف بالمشكلة أولاً، ومن ثم العمل على حلها من خلال عرض الزوجة على مختص متمكن يمكن أن يساعدها في الوصول إلى مرحلة الاستقرار النفسي والاعتدال. كما يجب على الزوج أن يعمل على الاستعانة بالجانب الديني، فيبدء بالوعظ ثم الانتقال إلى الضرب غير المبرح الذي يكون غرضه تأديباً وليس تعذيباً، ومن ثم اللجوء للهجر بما يتوافق مع تعاليم الإسلام وضوابطه.
وعندما يتبين عدم نجاح ماسبق ، ينبغي على الزوج أن يدرك أن صحته النفسية والجسدية معرضة للخطر، ومن ثم فإنه متى حاول البقاء في هذه العلاقة، فقد يعاني من تدهور في صحته واعتلال في حالته.و بالتالي، يجب أن يكون الحل مُشتركًا بين الزوجين ويُفضِّل البحث عن استشارة زوجية تمكنه من التعامل مع هذه الأوضاع.
وبالرغم من الصعوبات التي يمكن أن تطرأ على الحياة الزوجية إلا أنه من الضروري التعامل مع هذه القضايا بحساسية واحترام وسعة بال كبيرة؛ إذ أن الزوجة السيكوباتية تمثل تحديًا صعبًا للزوج والأفراد المقربين، نظرًا لقدرتها على الخداع والتلاعب والعدوانية والقسوة ،ولكنها تحتاج ايضاً إلى الدعم والوقوف إلى جانبها لغرض مساعدتها في التعافي والتصالح مع ذاتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى