حينما يصبح الصغير معلمًا
بينما كنت أُري أختي الصغرى ذات يومٍ حينما قاربت الشمس الغروب بعض قصص القران والتفاسير للأطفال .. كانت أحد المقاطع المرئية التي كنت أريها إياها تفسيرًا لسورة الزلزلة ..
وكان البرنامج عبارة عن شخصية كارتونية على هيئة رجل يقوم بتفسير السورة وعرض بعض الصور التوضيحية، بدأ بتفسير السورة .. وحينما وصل لآخر ثلاث آياتٍ من السورة قام بعرض صورة لكتابين، أحدهما أعلاه وجه سعيد، والآخر كان يعلوه وجه حزين .. فأشارت أختي بإصبعها على الوجه الحزين متسائلة : لماذا هذا حزين! فبدأت بتوضيح الأمر لها حيث قلت لها : تسجّل أعمال الإنسان كلها منذ بداية حياته إلى نهايتها سيئة كانت أم حسنة في كتاب، فمن ملأ كتاب أعماله بالحسنات والأعمال الصالحة سوف يُؤتى كتابه بيمينه وسيكون سعيدًا كهذا الذي ترينه ! بينما الذي ملأ كتاب أعماله بالأعمال السيئة سوف يؤتى كتابه بشماله وسيكون حزينًا كذاك الذي ترينه !
فردت علي بكل براءة وثقة : أعرف طريقة يغفر الله لكِ بها كل ذنوبك ! تريدين أن أخبرك إياها؟! قلت لها : نعم، أريد أن أعرِف .. أخبريني ! فردت علي بابتسامة : رددي سيّد الاستغفار !
نعم .. ليس دائما من هو أكبر سنّا معلمًا ، وليس كُل معلم هو كَبِير بالسن، قد يكون الصغير معلمًا للكبير في احدى الأيام ! فقط دعوا للأطفال مساحةً للحديث معكم فربمّا يهدونكم كنزًا من الحِكم !