عام

رجال مع ولي العهد في واشنطن

يلاحظ المتابعون لزيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة أن سموه يتحمل العبء الأكبر من أجل تحقيق الغايات المرجوة من هذه الزيارة التاريخية المهمة، وهذه هي دائمًا مهمة القائد المقدام. وفي الأجواء المضطربة على ساحة السياسية الداخلية الأمريكية، حافظ سموه على اتزانه وصبره المعهودين في كل اللقاءات التي جمعته مع القيادات السياسية والتشريعية والإعلامية. لقد ذهب سموه إلى الولايات الأمريكية وفي نيته طرح رؤيته للسعودية الجديدة وإعادة بناء العلاقات الثنائية مع هذه الدولة الكبرى على أسس سليمة وأكثر متانة وعدالة عما كانت عليه طوال الثمانين عامًا الماضية.
لكن هذا الجهد الكبير الذي يقوم به سموه، وقد عهدنا منه ذلك منذ توليه ولاية العهد، لا يجعلنا نتجاهل حقيقة أن سموه يعمل بروح الفريق الواحد تخطيطًا وعملاً وتنسيقًا وانسجامًا.
لقد ذهب سموه إلى الولايات المتحدة، وقبلها بريطانيا، بعد الإعداد الجيد الذي قام به فريق عمل سموه ووزارة الخارجية وسفارتا المملكة في لندن وواشنطن.
ومن أجل تحقيق أهداف الزيارة، اصطحب سموه معه “جيشًا” من أبناء الوطن الخبراء والمتخصصين الذين يستطيعون مخاطبة الطرف الآخر باللغة والأرقام التي يفهمها.
وعقد مؤتمر الشركة السعودية للصناعات العسكرية برئاسة معالي الاستاذ أحمد بن عقيل الخطيب هذا الرجل يرتكز إلى تاريخ طويل في العمل الوطني وسجل عريض في إدارة عدد من المؤسسات الاقتصادية الناجحة على مستوى الوطن والعالم وكفاءة علمية وجلد على العمل والمتابعة.
وبينما كان سموه يؤكد للذين التقاهم على أنه مصمم على تحقيق “رؤية 2030″، كان معالي الخطيب يقول لأكثر من 100 شخصية من نخبة كبار رجال الأعمال أننا لم نأت إلى الولايات المتحدة حاملين قائمة شراء، مع إن ذلك جزء من برنامج الزيارة، وإنما جئنا لنقول لكم إننا مصممون على تحقيق الاكتفاء الذاتي في الصناعات العسكرية، بل والبدء في التصدير في مرحلة لاحقة.
كان الأستاذ احمد الخطيب يعبّر عن رؤية سمو ولي العهد في خفض الإنفاق على شراء الأسلحة من الخارج وامتلاك أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في العالم التي لم تعد حكرًا على أحد في هذا الفضاء المفتوح، وأن الفرص أصبحت مفتوحة لكل من يريد الاستثمار في بلدنا.
هذه ليست رؤية فحسب وإنما هي أيضًا استراتيجية شرحها معالي الخطيب وزملاؤه وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي ووزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح في مؤتمر ” تعزيز الشراكات وتحقيق القيمة” الذي عقد في واشنطن وتضمن ثلاث حلقات نقاشية.
في كلمته في المؤتمر، أكد معالي أحمد الخطيب رئيس الشركة السعودية للصناعات العسكرية على أهمية أن تظل العلاقات مع الولايات المتحدة مبنية على الالتزام المتبادل والثقة والحافز والقيمة.
لقد قال رجال سمو ولي العهد للمشاركين بلغة صريحة وبثقة بالمستقبل الواعد إن المملكة بدأت مسيرة التغيير والتجديد والتحول والبناء والاعتماد على الذات وأن لا رجعة عن ذلك. يحق لولي العهد أن يفتخر بهؤلاء الرجال، وكثير غيرهم من أبناء هذا الوطن، وبه وبهم سوف ننتصر بعون الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى