إفلاس القنوات.. مسلسل رمضان
بقلم : صالح المسلم
هل أضحت وأصبحت القنوات التليفزيونية تضع كل ثقلها وهمها وجهودها في شهر رمضان لجلب الإعلانات وزحمة المسلسلات والبرامج وإعادة نفسها والتكرار، وتسلك في ذلك كل طرق الإسفاف والتسطيح، ومزيدا من التقليد والتهريج وانعدام الفكرة وغياب المحتوى…!!
هل أصبحنا أمام قنوات تعلن إفلاسها الفكري سنة بعد أخرى، وتقدم التهريج والتكرار فقط لجلب المعلن مع غياب الهدف والحوار وغياب المضمون، بل مزيدا من الصراخ والفراغ والبحث عن الضحك تارة والاستفزاز بكلمات لا تليق بمجتمعنا وعاداتنا وتقالدينا، ولا بالدين وأخلاقه تارات عدة فقط لجلب الانتباه في اعتقادهم وفي نظرهم وتفكيرهم الخاوي والفارغ جدا من أي مضمون أو فكرة اللهم إن هذا هو الحال الذي وصل إليه حد وجودهم وجل تفكيرهم، وسبب وجودهم أن يكون هناك معلن، وأن يتواجدون في القناة والشهر ووصل بهم الحال للتنافس على هذا الكم الهائل من التهريج.
أفلست القنوات التليفزيونية والإذاعية -مع الأسف- ولا جديد منتظرا وأضحينا نراقب سقوط الإعلام ومزيدا من المهازل والانفلات في الفكر والمحتوى وهذا يؤثر على (النشء) وعلى هذا الجيل الصاعد.. فما يُقدم من برامج ومُسلسلات تترسخ في عقول هؤلاء الفتيات والشباب، وتكون هي القاعدة ومع الأسف ينقلب حال المجتمعات العربية والخليجية رأسا على عقب، ونحن نعلم وندرك -وأنتم أعلم بهذا- مدى تأثير الإعلام و «الدراما» على الشعوب وعلى العوام بشكل عام…!
أتمنى وجود هيئات عليا من ذوي الاختصاص العارفين ببواطن الأمور أصحاب الخبرات العلمية والعملية تكون مهمتها الإشراف على ما يُقدم في قنواتنا العربية والخليجية (والسعودية على وجه الخصوص) من برامج وأفلام ومسلسلات، وأن تحمل فكرة ذات معنى هادف و(قيما) وتشارك في عمليات البناء والتنمية، وأن تكون هادفة لا هادمة…!!
أفلست القنوات التليفزيونية -مع الأسف- ولا جديد منتظرا منها سوى التغير الجذري في العقول، التي تدير هذه القنوات، وأن يكون حالنا أفضل وطرحنا أرقي، وأن نعترف جميعا بأن لدينا قصورا وأننا وصلنا إلى مرحلة لا يُمكن السكوت عنها.
@salehAlmusallm