جمعية للمتقاعدين (2)

بقلم ـ إبراهيم العقيلي

هل مجلس الإدارة الحالي في جمعية متقاعدي الرياض قانوني أم لا؟ سؤال نظُن أن طرحه مشروعٌ، في الأنظمة الانتخابية التي تجري بنظام القوائم، إذا استقال الرئيس اعتبر المجلس كله مستقيلاً.. لأن التصويت تم للقائمة وليس للفرد.. ويتبع ذلك إجراء انتخابات جديدة لا يترشح لها من كان في المجلس السابق.. وهو ما حدث في آخر عملية انتخابية في جمعية متقاعدي الريــاض كانت قد جرت مساء الاثنين 10 شعبان 1440هـ (15 إبريل 2019) حيث فازت قائمة الرئيس الذي استقال لوحده في الأول ديسمبر 2021 دون أن يعتبر المجلس كله مستقيلاً..

وفي المنظمات الحديثة إذا ارتكب رئيس المنظمة أخطاءً أو تجاوزاتٍ خالف فيها الأنظمة تعيَّنَ على بقية الأعضاء إعلان مخالفتهم لما اتخذه رئيس المجلس وإمهالهم إياه للعودة عمّا يرونه مخالفاً، فإن عاد وإلا تعيَّنَ على أعضاء المجلس تقديم كل عضوٍ منهم استقالة مسببة لكي يعلنوا لأعضاء المنظمة (أو الجمعية) براءتهم مما ارتكب ويحمُوا أنفسهم من تبعات ما ارتكب من تجاوزات..

أما أن يصمتوا ويسكتوا على التجاوزات ويقولوا “إحنا لم نوافق الرئيس.. وهو تصرّف من تلقاء نفسه”.. فهذا هروب من تحمّل المسؤولية وتنصل من المحاسبة.. وفي جمعية متقاعدي الرياض حدث ما يشبه هذا لكن أحداً لم يستقل سوى الرئيس.. ولم يتنحَ سوى الرئيس.. فهل ما حدث إجراء نظامي؟

ما حدث مساء الاربعاء 1 ديسمبر 2021 في اجتماع جمعية عمومية غير عادية لجمعية متقاعدي الريــاض عقد في قاعة مركز الملك سلمان الاجتماعي أمر مازال يطرح عدة تساؤلات.. ففي تلكم الليلة حدث نقاشٌ عاصفٌ بشأن أوضاع الجمعية، وأفضى ذلك إلى استقالة رئيس الجمعية.. هنا نقول ألم يكن الأولى أن يتم اعتبار المجلس كله مستقيلاً، وأن يُكلفَ ذلكم الرئيس ومجلسه بتسيير أمور الجمعية وأن يتم على الفور الدعوة إلى انتخابات مبكرة؟

هل تمت لملمة الموضوع لإغلاق ملفٍ جلبَ الصداعَ للجهة المشرفة على الجمعية؟ ألم يكن كل أعضاء المجلس الحالي أعضاء في مجلس الرئيس المستقيل.. لماذا يتم تحميل الرئيس السابق المسؤولية كاملة ويخرج منها الحاليون؟ لماذا لم يقدموا استقالات مسببة تحميهم من المساءلة؟ ولماذا يتولون الآن المسؤولية وهم كانوا في قائمة الرئيس السابق؟
أسئلة مشروعٌ طرحها.. وإشكالٌ يحتاج الأعضاء لتبيانه وشرحه ومعرفة مدى نظامية ما اتخذ.

ogaily_wass@