عام

انتكاسة رياضة

تعجبت حقا عندما رددت جماهير الاتحاد العريق وتغنوا بالهلال بعد تعادلهم مع النصر، أعدت السمع مرارا، ولكن الأمر هو ما حدث.. فتتساءل ماذا حل بأولئك، لعل الأمر ملتبس أو هناك دخلاء يثيرون النقع فقط ولكن الأمر هو ما حدث.. تركوا حال ناديهم وتبعوا الآخر.. النصراويون غاضبون من التعادل وهم متصدرون، وأولئك يطربون بالتعادل وهبوط فريقهم يلامس قلوبهم.. قال أحد عقلائهم: مبروك لنا التعادل أقصى طموحنا بعدها لنرقد بسلام في الدرجة الأولى.

إعلاميون اتحاديون رأوا في تعادل اتحادهم انتصارا للذات أكثر منه قيمة لفريقهم، فجعلوا النصر خصمهم الأهم حتى لو هبط فريقهم.. ردد بعضهم لو لعبت الفرق كل مباراة بنفس مستوى الاتحاد في تلك المباراة لما تصدر النصر، كان همه ألا يتصدر النصر حتى لو اختنق فريقه بذيل الجدول، ولم يقل لو لعب الإتي بهذا المستوى لتصدر هو، ولكن انتكاسة الرأي وفقدان الوعي واعتلال الرؤية طمس عقولهم.

صحيفة تدعي المهنية تضم «شلة» تصطبغ بلون فريقها المدلل فلا تنشغل بمدحه بل بذم الفريق المنافس بابتكار المواد الصحفية، ووضع الإحصائيات والرسوم الضاحكة فقط لتقزيم المنافس.

انتكاسة أخرى كشفت عن عقليات زارقة ملتبكة وضعت نفسها مسؤولة عن تاريخ وعدد بطولات منافس فريقها.. أمسى الإعلامي الهلالي يضحك الجميع حين وضع نفسه مرجعية وتوثيق ما يخص النصر.

برنامج تلفزيوني يتنفس بأكسجين التصغير لنادي النصر وإنجازاته ومسيرته، ويشرب من سوائل السخرية واللمز وصناعة المحتوى المشوه أو المثير المستثير، برنامج لناد واحد ويدعي الكلية، وضيوف غصوا بالتعبئة والتوجيه المقصود أو الميل المنشود، فالكل «يدل دربه» في هذا البرنامج. ضيف في برنامج لا تعرف صنعته، في الصباح معلم ومربي أجيال، وبعد العصر رئيس ناد، وفي المساء كناقد، وفي جل وقته يبقى مشجعا لفريق، ومعنيا ومدافعا ليس عن ناديه الذي يرأسه بل عن هلاله.. ويأبى إلا أن يلوك الإسقاط على النصر ويرسم بألفاظه لوحات من الظنون والوصوف ويطلق الآراء في كل اتجاه، فلا يفرق بين رأيه وواقعه، ولا يزن فهمه وقوله فقط يريد إلزام الوسط الرياضي بترهاته ونواياه، المهم أنه يتصدى للاعتناء بتوجيه ميوله.

حساب تويتر لقناة تحسب أنها رسمية تفرغت للرصد عن النصر تزعم أنها تقدم محتوى ومادة إعلامية مثيرة، فتتساءل عن عدد سقطات بيتروس في مباراة النصر أمام الاتحاد ولم تعد لغير النصر أمرا، فلم تحسب كم لاعب من فريقهم المفضل دهس على بطن لاعب منافس، أو ارتقى على رأسه تسأل ما الداعي لهذا الميل وتلك الأحادية لكن لن تجد إجابة.

ويبقى القول: القاسم المشترك هو إيذاء النصر في كل الحالات فتجعل المراقب المنصف يدرك حجم «الاستقصاد»، ومبلغ التوجيه في هذا المسار الذي يوقد مزيدا من حطب التعصب، ويصنع مواقف سلبية تجاه وسائل وطنية للجميع.. لذا لا بد من ضبط الأمور بما يكفل قدر ومقام الأندية بلا إجحاف ولا ميل.. ويتوقع من الجهات المسؤولة ألا تسمح لراكبي التعصب، ومنظمي ومعدي المواد الإعلامية والصحفية المائلين المتلونين بتمرير ما يمزق الألفة بين الناس، ويقصي ويصرف المشاهد المواطن عن متابعة قنوات بلاده ويحرق الأمل برقي رياضتنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى