بلادي في الذكرى التاسعة والثمانين
إنّ مفهوم الوطنية لا يتعارض مع الإسلام دين الفطرة بل يقرّه كونه حب فطري، كما أنّ الوطنية ليست إدعاءًا وإنما سلوك إيجابي، يدل على شعور انتماء صادق، مابين مشاركة بناء، ومساهمة إصلاح، وتعزيز أمن واستقرار كما أمر الله ويرضاه، يقول تعالى: )الذين إن مكنّاهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور( (سورة الحج:آية41)، الوطنية عاطفة قوية يحس بها المواطن نحو وطنه العزيز، يترجمها في إخلاص العمل وصدق التعامل والأمانة والغيرة على المصلحة العامة.
الوعي الوطني قضية شائكة، تتعلق بثبات هوية المسلم في بلده المسلم، الذي لم يسلم من فتن العولمة، تدفع المسلم الفطن للأخذ بأسباب مجابهة أخطار العصر الجديد، والتكيف مع خيراته انتفاعا، متزودا بمعارف وقيم ومهارات تحول دون المساس بوطنيته، فالوعي الوطني يعني: تبني الفرد قيما واتجاهات مبنية على إدراكه لحقوقه وواجباته في مجتمعه ووطنه الذي ينتمي إليه، والتي تظهر في سلوك تفاعلي مع كافة عناصر وطنه، حسب ما لديه من قدرات فردية.
وتعزيز بناء الوعي الوطني السليم يتحقق بوجود تعاون وثيق بين الأسرة والمدرسة، وتكامل مع مؤسسات المجتمع ذات الصلة التربوية التي يتعرض لها المواطن كوسائل الإعلام، ووسائل الترفيه، والتفاعل مع الآخرين عبر الاتصالات المتقدمة، بهدف تعزيز وتأكيد الخبرات المكتسبة لدى أبناء الوطن من كبارهم بركة المجتمع وحتى صغارهم أمل المستقبل.
ختاما.. إن إحياء الوعي الوطني وتعميقه في نفوس أفراد المجتمع، حصن منيع يحمي وحدة الأمة، ببناء وعي رزين، لا يستخف بالرخاء، ولا يقنط في الأزمات، قادر على مواجهة الطوارئ برؤية إسلامية شاملة، مستشعرا فيه الفرد مسئوليته الفردية وإن تقاعس الناس، مؤمن بأن كل سراء وضراء يمر بها الوطن هو منحة للمراجعة والنقد والتصحيح والتجديد في الانتماء والولاء لوطن الفطرة السليمة.
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
د. سعاد بنت عبدالرحمن الفهيد
مشرفة في إدارة إرشاد الطالبات
إدارة تعليم الرياض