اتحاد القدم والضغط الفارغ
أحيانا.. يكون تضخيم حجم المهام في مخيلتنا..هو تضخيم صعوبة البداية في عمل شيء جديد.. وتتكون صورة من الصعوبة حول فعل شيء ما فنبدأ بقلق أو شكوى فنستصعب التعاطي مع الحدث حولنا. اتحاد القدم الجديد مع رئيس جدير وقدير متمرس وأعضاء معظمهم ليسوا غرباء عن واقع الاتحاد.. يأتي هذا الاتحاد بعد تعدد ورحيل رؤساء في وقت قياسي لم يكمل أحدهم مدته القانونية مما يعد مؤشرا مزعجا لا يسهم في تقييم إيجابي لما سبق. تأتي هذه المجموعة بعد زخم مثير إثر مواسم ثقيلة ومليئة، وتراكمات كثيفة من الأحداث والجدالات الكبيرة حول قضايا متعددة وشائكة.. يأتي هذا الفريق الجديد بروح جديدة مؤكد أنهم سيبحثون عن السمو في الرقي برياضة كرة القدم وعلو حراكنا الرياضي المتمثل في المنافسات الكروية ومواسمها خلال أربع سنوات. لمستوى أقوى وحضور أفضل فخطط الاتحاد لابد أن تؤدي للأفضل والاعتبار بالنتائج.. كما أن العمل المثمر يأتي من تدارك الأخطاء والاستفادة من التجارب والملاحظات السابقة..هذا هو المهم وليس أن نكرر الأخطاء في كل عام لأنها أخطاء قاتلة وستؤثر على منجزات الاتحاد. ولا شك أن القصور (كما رآه الكثير) في النظام الأساسي وعدم تأصيله وتقعيده بشكل واع ومستوعب في الاتحاد (فجميع التنظيمات القانونية الجديدة يفترض أن يكون أساسها القانوني وجود نظام أساسي معتمد من قبل الجمعية العمومية ومصادق عليه) ذلك القصور أدى في بعض الأحيان إلى إشكاليات قانونية وإدارية وشخصية، مما يتوجب على هذا الاتحاد العمل على ضبط وتهذيب هذا النظام بما يضمن تلافي الأخطاء السابقة واستيعاب كل جديد في المستقبل. عقد الجمعية العمومية العادية كما رُتب لها والحرص على حضور كل الأعضاء مسألة مهمة ومطلب مُلح.. كما يتوجب على الاتحاد الجديد أن يصنع علاقات مميزة تمنع المناوشات بين الجمعية والمجلس.. كما أن التواد والتناغم في العمل وربطهما بقنوات راسخة تنسق التعاون بين الاتحاد والرابطة والهيئة واللجنة الأولمبية يعتبر مطلبا ملحا لتثبيت سير العمليات الإدارية في قوالبها النظامية بشكل سلس ينعكس على أداء الاتحاد ويثمر بإيجابية في منتجه التنظيمي. أتمنى على الاتحاد أن يكون قويا أمام الجميع ولا يتجاهل بعض الأمور التي تحدث في الموسم ويحاول تغييبها وهذا كان خطأ كبيرا منه.. وينظر لكل القضايا بعين أكبر ومتوازنة متساوية وألا يقلل من قيمة أية مشكلة.. كما يجب أن يبادر بالتحرك ولا يكون دليله الضغط أو التوجيه أو الحراك الإعلامي. أهمية المصادقة السريعة وضرورة الدقة في تعيين اللجان خصوصا القضائية، وانتقاء أعضاء متزنين وأسماء لا جدل عليها منضبطين بالعدل والحكمة ومبتعدين عن الميول، وتكون استجابتهم وتعاطيهم للأحداث والوقائع بشكل منتظم ومتناسق وسريع. وأتمنى ألا يكون هناك ما يسمى بخطابات استثنائية موجهة للأندية بالسماح لهم بما فيه جدل ومخالفة للنظام واللوائح.. كما يتوجب تعديل كافة المواد التي كان عليها قضايا وإشكالات مثل قضية اللاعبين الهواة وتسجيلهم وأهلية لعبهم وأتمنى منع لعب أي لاعب هاوٍ في دوري محترفين. تفعيل وتنشيط اللجنة الإعلامية وتحديد معالمها وبرامجها وما يمكن أن تقدمه للاتحاد بالتنسيق.. المنتخبات تستحق أن يكون لها إدارة فاعلة دائمة تُعنى بكل شؤونه في الاستحقاقات القادمة.. ويبقى القول: تكرار الأخطاء يعني فقدان المنجز.. ومن يعيد التاريخ لنفسه بذات الإخفاق واللغط يعني خلوه من الرشد والحكمة..نأمل في هذا الاتحاد التحليق بنا في سماءات التطوروالإبداع والعمل الجاد.. وعلينا كإعلاميين دعمه بالنقد الهادف وألا نجعل ما يقدمه الاتحاد مساحات لنا في صناعة الضغط الفارغ والثرثرة العشوائية وتصيد الأغلاط والانتصار للذات وتعزيز التعصب. @aziz_alyousef