تمتمة وعي.. وبقية أمنية
في قسمات غريبة.. لا تعرف إلا لغة الدهشة، وحديث الذهول.. أتستجيب الوجوه.. أم تستيقظ كل أمنية وتختمر كل فكرة.. وتستعمر معالم الانتظار؟ أهو دوران إحساس في زوايا ممكنة، أهي شهقة أصابع خمس، أم عويل أجراس فتدرك أنك تغرق في تساؤلاتك؟
في بحر الحياة انتبه أن تثقب سفينتك وتكسّر مجاديفك، واصل المسير نحو سواحل الطموح، وشواطئ الأمل، لا تلتفت لمن يريدك أن تتوقف لتحمله.. فطريقك وحدك.
تأكد أنه ليس للرمل موسم حصاد، ولن تجمع الهواء في قبضة يديك، ولن تحجب الضوء بلحافك الشفاف.
أحياناً تنتظر طويلاً حتى يعود إلى نبضك وتستقر حرارة جسمك.. تحاول أن تنتبه في صحوتك لأنفاسك اللاهثة خلف السراب الذي استوطن كل الوجوه حولك.. تبعثرك الجهات، وتجمعك الدروب، لا تعرف أين البحر وكيف الموج.. فتتمتم لا تعلم شيئاً حياة متغيرة ومتبدلة تدور هنا وهناك وليس لها طرف عشت غريباً بين أناس كثر وعشت سعيداً في نفسك الوحيدة.. فتردد داخلك ما زال في القلب ما يسع الحب..
اللصوص الحقيقيون هم من يسرقون لحظات الفرح من غيرهم.
اترك جميع الدروب حولك دون شوك فقد تحتاج يوماً أن تعبر خلالها حافي القدمين.
قد تتعب.. تخسر كثيراً.. حين تحاول تغيير أحدهم.. لذلك عليك أن تبحث عن الروح التي تشبهك منذ البداية..
حقيقة قد تتشابه الملامح ولكن تختلف النيات، وتخيلوا لو تظهر نيات البشر على ملامحها..
“الحياة ليست طويلة لكي تجرب فتهمل كل شيء.. ولا قصيرة حتى تقف عند كل شيء”.
ثق أنك سترى بوضوح حين يسقط السيئين من عينيك.
تمر بالشوارع ولا تعرفك.. فتحتاج الكلام فلا ينصفك، تسترجع اسمك القديم، تعبّر بشوق، وتصمت بتوق، لا أحد ينتظرك، من يخبرك، تذكرت ثوبي الذي امتلأ بالتراب والتصقت به الشوائب.. كنتَ طفلاً، يتيماً.. قد لا يقبّلك أحد.. ولا يمنحك الحلوى.. كانت الطرق ضيقة، والعيون متسعة، كان الطين خريطتك، وثرثرة الأطفال حكاياتك، كان الغبار عطرك، وكنتَ بتحمل وتحلم أمنيات كثيرة.. تعممت بصفاء السحاب.. وتلففت بمهاد من ماء.. فتتساءل ما أقساها الأرض.. وما أبعدها السماء، وما أكثرها الشجون، وما أنعمها الطفولة.
ويبقى: أمنية أن الذكريات الجميلة لا تعيدنا للأيام.. بل تعيد الأيام الجميلة إلينا.