“الخارجية الأمريكية”: السعودية اعتقلت 1300 متطرف في إطار حملتها ضد الإرهاب
رصدت “مصادر” تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي، الذي امتدحت فيه الجهود الكبيرة والنقلة النوعية التي أحدثتها السلطات السعودية فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب في العام 2016. وأشاد التقرير بفاعلية رجال الأمن في التصدي للأعمال الإرهابية، كما أشاد بالتشريعات السعودية الجديدة والبرامج المتنوعة التي نفذتها السلطات السعودية في مختلف المجالات لمكافحة الأيديولوجيا المتطرفة والعنف.
وتفصيلاً، جاء في التقرير أن الحكومة السعودية واصلت بناء وتعزيز قدرتها على مكافحة ومحاربة الإرهاب والأيديولوجيات المتطرفة العنيفة. وفي المقابل واصل داعش وتنظيم القاعدة بدرجة أقل تنفيذ وتشجيع الأعمال الإرهابية الفردية داخل السعودية، ونفذ داعش هجمات إرهابية ضد رجال الأمن السعوديين وبعض المناطق الشيعية، لكن المملكة العربية السعودية حافظت على وتيرتها العالية للتصدي لهذه الأعمال الإرهابية، وقامت بإجراء عمليات اعتقالات واسعة للإرهابيين والمشتبه فيهم، وعطلت الخلايا الإرهابية في جميع أنحاء السعودية.
وحسب تقرير وزارة الخارجية الأمريكية، واصلت المملكة العربية السعودية التصدي أيضًا لهجمات القاعدة على الرغم من تقلص نشاط الجماعة في المنطقة. وبالرغم من الهجمات العنيفة لتنظيم داعش في عام 2016 إلا أن السلطات السعودية نجحت في التصدي لهذه الأعمال.
وبموازاة ذلك التزمت المملكة العربية السعودية بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والمتعلقة بمكافحة الإرهاب وتمويله، وطبقت نظام العقوبات والجزاءات المناسبة ضد التنظيم وفق إجراءات مكافحة الجرائم الإرهابية.
وأردف تقرير وزارة الخارجية الأمريكية: كما وسَّعت السعودية برنامج مكافحة الإرهاب؛ لتشمل منابر الخطابة، وأطلقت برامج للتصدي لعودة المقاتلين الأجانب. وطبَّقت السعودية العديد من البرامج والمبادرات من أجل القضاء على الرسائل المتطرفة، وتحسين الرقابة على الأنشطة الخيرية في الداخل والخارج. وبحسب وزارة الداخلية السعودية، فإن 70 % من المقاتلين السعوديين اتجهوا إلى سوريا.
وأضاف تقرير وزارة الخارجية الأمريكية: وبحسب بيانات الحكومة السعودية، تعرضت السعودية لـ34 هجومًا إرهابيًّا في عام 2016، استهدفت معظمها رجال الأمن. كما استجابت السلطات الأمنية لتقارير إعلامية تتحدث عن وجود خلايا في بعض المدن السعودية، لكن يقظة رجال الأمن السعوديين أبطلت فعليًّا هذه المخططات بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية. وطبَّقت المملكة العربية السعودية الجزاءات المناسبة تجاه هذه الأعمال وفق القانون الحالي لمكافحة الإرهاب، الذي يتضمن 41 فقرة، كما عززت أحكامها على منفذي هذه الأعمال.
وأوضح: وواصلت الأجهزة الأمنية تطوير إجراءات مراقبة الحدود عبر الكاميرات الحرارية والطائرات الاستطلاعية وأجهزة الاستشعار الأخرى. كما واصلت وزارة العدل السعودية عملية الإصلاح بنشاط. كما قامت وزارة الداخلية السعودية – ممثلة بجهاز الشرطة – العمل مع المجتمع المحلي للإبلاغ عن الجرائم والمشتبه بهم، والتبليغ عن أي بواعث مريبة، وقدمت مكافآت تشجيعية للمواطنين المتعاونين.
وتابع التقرير: وواصلت الأجهزة الأمنية السعودية إعلان العمليات الأمنية المنفذة ضد التنظيمات المتطرفة طوال العام. وبحسب بيان وزارة الداخلية، فقد اعتقلت السعودية 190 إرهابيًّا، ينتمون لداعش في عام 2016.
كما أبطلت السعودية هجومًا كان معدًّا ضد ملعب الجوهرة في جدة خلال مباراة السعودية والإمارات.
وقال تقرير وزارة الخارجية الأمريكية: واصلت المملكة العربية السعودية جهودها الرامية لتعطيل كل الأنشطة الإرهابية في المملكة العربية السعودية. ووفقًا للمخابرات السعودية، اعتقلت السلطات السعودية 1390 متهمًا بارتكاب أعمال إرهابية في عام 2016. والمشتبه بهم من جنسيات مختلفة؛ إذ بلغ عدد السعوديين 967، إضافة لـ154 يمنيًّا و76 سوريًّا و45 مصريًّا و38 باكستانيًّا.
وبيَّن التقرير: وفيما يتعلق بمكافحة الإرهاب ماليًّا تشترك السعودية في معظم اللجان الأممية والأمنية والاستخبارية لمكافحة تمويل الإرهاب وتعزيز الرقابة على الأنظمة المالية، وهو ما يعتبر إنجازًا لا يستهان به.
وجاء بالتقرير: ونفذت السلطات السعودية حملة كبيرة ضد نشاطات حزب الله، واعتقلت العديد من أعضائه، وفرضت عقوبات مالية على الكيانات المرتبطة به. وواصلت وزارة الداخلية السعودية تنفيذ دورات وبرامج تدريبية للمؤسسات المالية والمدعين العامين والقضاة وموظفي الجمارك والحدود وغيرهم من قطاعات الحكومة كجزء من برامجها وجهودها الرامية إلى تعزيز مكافحة الإرهاب وتمويله.
كما فرضت مؤسسة النقد إجراءات ومطالب على المؤسسات المالية من أجل مكافحة الإرهاب وغسل الأموال.
وأردف التقرير: وعلى الرغم من الجهود الجادة والفاعلة فإن أفرادًا ربما نجحوا في إيصال أموال لمجموعات متطرفة بطريقة سرية وغير مشروعة. ولمعالجة هذه المسألة واصلت وزارة الداخلية جهودها لمنع تهريب الأموال نقدًا إلى الخارج.
لقد وضعت المملكة العربية السعودية الأساسات القوية لاستراتيجية طويلة المدى لمكافحة التطرف العنيف. وردًّا منها على انتقادات بعض وسائل الإعلام الدولية أطلقت السعودية مركزًا جديدًا للحرب الأيديولوجية، يهدف للتصدي لنداءات داعش التجنيدية، والتشويه المتعمد لتعاليم الإسلام السمحة.
وقال تقرير وزارة الخارجية الأمريكية: كما عززت السعودية أنظمتها الرقابية؛ لتشمل بعض رجال الدين والأنشطة الخيرية في الخارج. وعززت السعودية جهودها وبرامجها لمكافحة التطرف عبر وسائل الإعلام المختلفة، وأطلقت حملات دعوية للرد على التفسيرات الخاطئة للإسلام، وأنشأت واستضافت ندوات دولية لمكافحة التطرف والإرهاب على جميع المستويات.
وأبان التقرير: واستمرت وزارة الداخلية – بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية – في تدريب الأئمة، ومنعهم من التحريض على العنف والتطرف. كما شاركت السعودية بفاعلية مع جيرانها الخليجيين والعرب في الأنشطة الدولية والإقليمية لمكافحة الإرهاب وتمويله، كما شاركوا في تدريبات إدارية وأمنية مع الشركاء الأمريكيين والأوروبيين وغيرهم من العرب والخليجيين لتأكيد جاهزيتهم في مكافحة الإرهاب والتطرف.