المحلية

سر تقليد “عرفات” الملك سلمان وسام القدس.. هذا ما فعل لفلسطين قبل 30 عامًا

يعد موقف السعودية من قضية فلسطين من الثوابت الرئيسة لسياسة المملكة، بدءًا من مؤتمر لندن عام 1935م المعروف بمؤتمر المائدة المستديرة لمناقشة القضية الفلسطينية، الذي وقفت فيه المملكة موقف المؤيد والمناصر للشعب الفلسطيني حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده -حفظهما الله- وقد نالت قضية فلسطين جُلَّ اهتمام القيادة الرشيدة على مدار عقود من الزمن، وسجّل التاريخ موقف المملكة الثابت والمناصر لقضية فلسطين.

وعلى امتداد ذلك التاريخ لم تتوقف المملكة لوهلة عن دعم القضية الفلسطينية، ورغم أن كثيرًا من الدول العربية والإسلامية قرروا التطبيع مع إسرائيل صمدت الرياض أمام ذلك ولا تزال، ورغم ذلك يظهر العديد من المرتزقة محاولين التشكيك في مواقف المملكة نحو القضية الفلسطينية.

وبالتقليب في أرشيف التاريخ الضخم لتلك الوقفات المتتالية، يطل علينا أحد تلك المواقف التاريخية التي سجلها الملك سلمان عام 1988م، حينما كان أميراً على الرياض، رئيسًا للَّجنة الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني؛ حيث وجه حينها نداءً يدعو فيه إلى مواصلة التبرع لدعم الانتفاضة الباسلة، لزيادة إيرادات اللجنة بشكل عام؛ استنادًا إلى خطة العمل بهذا الشأن والمقَرَّة من اللجنة الشعبية في اجتماعاتها برئاسته، حتى بلغت حصيلة حملة التبرعات الشعبية لدعم الشعب الفلسطيني الأولى أكثر من 160 مليون ريال.

وأكد الملك سلمان بن عبدالعزيز بصفته آنذاك رئيسًا للجنة الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني، أن المملكة العربية السعودية لم تتخذ يومًا من الأيام موقفًا مؤيدًا وداعمًا للقضية الفلسطينية من أجل أن يأتيها الشكر والتثمين من أي كان على هذه المواقف المبدئية؛ لأن القضية بالنسبة للمملكة ليست مجرد قضية دولية عابرة، وإنما هي بالفعل قضيتها الأساسية والمركزية، ولذا ستبقى مواقف المملكة المسؤولة تجاه القضية الفلسطينية، معبرةً بحق عن مواقف الأمة العربية ومصوّبة ومقوّمة لما يجب أن تكون عليه الرؤية العربية تجاه فلسطين الشعب والقضية، وأنها تأتي في سياق رؤية سعودية استراتيجية راسخة وليست سياسة عابرة لذر الرماد في العيون.

هذه المواقف المستمرة دعت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى تقليد الملك سلمان في التسعينيات الميلادية وسامَ نجمة القدس الذي لا يمنح إلا للمساهمين في دعم قضية القدس دعمًا حقيقيًّا ومستمرًّا؛ وهو ما كان فعلًا ولا يزال حتى وقتنا الحاضر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى