تأهب عسكري أمريكي بريطاني و”غوتيريس” يخشى انفلات الوضع بسوريا
بدأت واشنطن ولندن خطوات عملية باتجاه اتخاذ قرار بتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري؛ على خلفية هجوم كيماوي أسفر عن مقتل عشرات في بلدة دوما شرقي دمشق، في وقت حذر فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من انفلات الوضع.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن فريق “ترامب” للأمن القومي سيجتمع اليوم الخميس؛ لاتخاذ قرار بشأن سوريا.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد عقد اجتماعاً غير مجدول، مع وزير الدفاع جيم ماتيس في البيت الأبيض.
وأكد “ماتيس” استعداد البنتاجون لتقديم خيارات بشأن ضربات جوية على سوريا.
وكان الرئيس الأمريكي قد قال في تغريدة له؛ رداً على تصريحات روسية بإسقاط أي صواريخ تطلق على سوريا، بأن على الروس الاستعداد؛ لأن الصواريخ قادمة وهي ذكية.
وقالت متحدثة باسم البيت الأبيض، في وقت لاحق، إن الخيارات جميعها ما زالت مطروحة على الطاولة، وإن “ترامب” لم يحدد جدولاً زمنياً بعدُ، وفق “سكاي نيوز”.
استعداد عسكري
إلى ذلك، ذكرت تقارير أنه تم رصد طائرة استطلاع بحري أمريكية فوق المتوسط قبالة سوريا، مشيرة إلى أنها من نوع “بوينغ بيه-8 بوسيدون”، وهو ما يشير إلى أن أمريكا بدأت الاستعداد لـ”تنفيذ وعدها”.
وهذه الطائرة قادرة على القيام بمهام الحرب المضادة للغواصات وللسطح، جنباً إلى جنب مع قدرتها على رصد الغواصات، وفق ما تشير التقارير.
كما انطلقت مجموعة من القطع البحرية الأمريكية، وعلى رأسها حاملة الطائرات هاري ترومان، من قاعدة نورفولك البحرية باتجاه البحر المتوسط.
تحريك غواصات بريطانية
وقالت صحيفة “ديلي تليغراف”، اليوم الخميس، إن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمرت غواصات بالتحرك، بحيث تكون على مسافة تتيح لها إطلاق صواريخ على سوريا؛ وذلك استعداداً لتوجيه ضربات للجيش السوري قد تبدأ مساء الخميس على أقرب تقدير.
ودعت رئيسة الوزراء البريطانية حكومتها لاجتماع طارئ؛ لمناقشة رد فعل لندن على الهجوم الكيماوي المفترض في سوريا، بحسب متحدثة باسم رئاسة الحكومة.
وقالت المتحدثة إن “ماي” قررت دعوة الوزراء إلى لندن؛ “لمناقشة الرد على الأحداث التي شهدتها سوريا”.
وذكرت لقناة “سكاي نيوز” أنه من المتوقع أن تطلب “ماي” من الوزراء الموافقة على مشاركة بريطانيا في تحرك تقوده أمريكا وفرنسا، يستهدف البنية التحتية للأسلحة الكيماوية السورية.
تحضيرات سورية روسية
في المقابل، أفاد مسؤولون أمريكيون بأن قوات النظام السوري نقلت عتاداً جوياً؛ تحسباً لأي ضربة عسكرية محتملة.
وذكرت مصادر عسكرية سورية بأن قوات النظام والمليشيات الموالية لها بدأت عمليات إخلاء وتغيير لمواقعها في عدة مناطق منها العاصمة دمشق وضواحيها، وحمص وحماة، كما تم نقل بعض الطائرات العسكرية إلى قاعدة حميميم الروسية.
من جانبه، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي “تجنب خروج الوضع في سوريا عن السيطرة”، معرباً عن “قلقه العميق بشأن المأزق الراهن”.
وأضاف: “أتابع عن كثب التطورات في مجلس الأمن، وآسف لأن المجلس لم يتمكّن حتى الآن من التوصل إلى اتفاق بشأن هذه المسألة”.
واستخدمت روسيا، الثلاثاء، حق الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أمريكي يقضي بإنشاء آلية تحقيق حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، بينما أفشلت واشنطن وحلفاؤها مشروعي قرارين بديلين طرحتهما موسكو، لتتعمّق بذلك الانقسامات بين أعضاء المجلس حول النزاع السوري، وترتسم أكثر فأكثر معالم ضربة عسكرية غربية وشيكة لدمشق.