مقالات وكتاب

الساعات المكتبية بين الالتزام والتجاهل: دور الأستاذ الجامعي في دعم طلابه

 

تُعَدّ الساعات المكتبية جزءًا أساسيًا من العملية التعليمية في الجامعات، حيث تُخصَّص لمساعدة الطلاب خارج أوقات المحاضرات الرسمية، وتمثل فرصة للتفاعل المباشر بين الأستاذ والطالب، ما يسهم في تعزيز فهم المواد الدراسية، وتقديم النصح الأكاديمي، ومناقشة الصعوبات التي قد تواجه الطلاب. ورغم أهميتها، إلا أن بعض أعضاء هيئة التدريس يتجاهلونها أو يضعون حواجز بينهم وبين الطلاب، ما يثير تساؤلات حول مدى التزامهم بمسؤولياتهم التعليمية.

ومن المعلوم أن هناك أهمية بالغة لتلك الفترة التي تجمع بين الطالب وأستاذه خارج أوقات المحاضرة من خلال ما يسمى بالساعات المكتبية في دعم العملية التعليمية، حيث توفر للأستاذ فرصة عظيمة للاقتراب من طلابه وفهم احتياجاتهم الأكاديمية والتربويّة بشكل أفضل، وهي بلا شك تسهم في تحقيق مجموعة من الفوائد ومنها على سبيل الذكر لا الحصر:
1. توضيح المفاهيم الغامضة التي قد لا يتاح الوقت لشرحها خلال أوقات المحاضرات.
2. تقديم المشورة الأكاديمية حول المسارات الدراسية والمهنية.
3. تشجيع الطلاب على البحث والتفكير النقدي من خلال المناقشات الفردية.
4. تعزيز العلاقة بين الطالب والأستاذ مما يخلق بيئة تعليمية أكثر دعماً وتحفيزاً.

ويمكننا التوقف هنا لنتساءل عن الآثار السلبية التي من الممكن أن تنجم عن عدم تخصيص الأستاذ الجامعي لتلك الفترة الوجيزة من الوقت لطلابه؟
عندما لا يتمكن عضو هيئة التدريس من القيام بمسؤولياته تجاه الوفاء بتقديم الساعات المكتبية، فإنهم يحرم الطلاب من حقهم في الدعم التربوي والأكاديمي. ولا يغني بأي حال من الاحوال تكليف أحد الطلاب بمهام التنسيق بين أستاذ المقرر وطلابه وهو أحد الأساليب غير المباشرة التي تعتبر غير مقبولة أكاديمياً، فلا جدوى من الاستعانة بوسيط بين الاستاذ وطلابه الا إذا لم تخل تلك المهمة بفرصة تواصل الطلاب مع استاذ المقرر اما أن تم استخدمها لغرض حجب الطلاب عن التواصل مع استاذهم فهذا ما لا نريده ، لأنه:
• يفقد الطلاب فرصتهم في التواصل المباشر مع الأستاذ الذي يمتلك المعرفة والخبرة.
• يؤدي إلى سوء فهم المعلومات نتيجة النقل غير المباشر من خلال المنسق وهو الذي قد ينقل ما لا يفهمه أحياناً لسوء الفهم وأحيانا لصعوبة المعلومات وتعذر فهمه لها بشكل كامل..
• يخلق فجوة بين الطلاب وأساتذتهم مما يؤثر سلباً على ثقة الطالب بالمؤسسة التعليمية.
ولا مندوحة من القول بضرورة تفعيل دور الساعات المكتبية بفعالية لحل هذه المشكلة، حيث ينبغي على اصاحب الصلاحية في الجامعات اتخاذ إجراءات صارمة لضمان التزام الأساتذة بالساعات المكتبية، مثل:
• وضع لوائح واضحة تلزم أعضاء هيئة التدريس بتخصيص ساعات فعلية لاستقبال الطلاب.
• توفير آليات لمتابعة تنفيذ هذه الساعات، مثل تسجيل حضور الطلاب أو استخدام منصات إلكترونية لتحديد مواعيد اللقاءات.
• تعزيز ثقافة المسؤولية الأكاديمية بين الأساتذة، بحيث يُنظر إلى الساعات المكتبية كجزء أساسي من دورهم وليس مجرد التزام شكلي.
وتأسيسا على ما سبق، يمكننا الجزم بأن الساعات المكتبية ليست رفاهية بل ضرورة لضمان جودة التعليم في الجامعات. وعليه، فإن التزام الأستاذ بها يعكس مدى جديته في أداء واجبه الأكاديمي، بينما تجاهلها يؤدي إلى الإضرار بمصلحة الطلاب. لذا، يجب أن تُفعَّل هذه الساعات بشكل أكثر جدية، بل ومن الضروري محاسبة من لا يلتزم بها، لضمان تحقيق بيئة تعليمية أكثر تفاعلاً وإنصافًا.
بقلم /
مرزوق بن علي الزهراني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى