مقالات وكتاب

لطفك العابر .. إرثٌ لا يُنسى

الإعلامي والصحفي / محمد آل ضعين
عضو هيئة الصحفيين السعوديين

في زحام الحياة اليومية، قد تمر بنا لحظات لا نعيرها انتباهًا، لكنها تترك أثرًا عميقًا في نفوس الآخرين. تصرفات بسيطة كابتسامة صادقة، أو كلمة طيبة، قد تبدو لنا غير ذات قيمة، لكنها قد تكون شعاع النور الذي يبدد عتمة يوم شخص آخر. كم مرة ابتسمنا في وجه شخص غريب أو قدمنا دعمًا معنويًا لمن يحتاج؟ تلك اللحظات العابرة تحمل في طياتها تأثيرًا لا يمكن قياسه.

يحدث أحيانًا أن نلتقي بأشخاص يعانون في صمت، وربما لا ندرك أن ما نقدمه لهم، مهما بدا صغيرًا، قد يكون الفارق الذي يُحدث تحولًا كبيرًا في حياتهم. كم من شخص وجد نفسه عالقًا في لحظة ضعف، لكنه استمد القوة من كلمة عابرة أو دعم غير متوقع؟ أحدهم قد يروي عن غريب قال له جملة بسيطة في وقتٍ عصيب، لكنها أعادت إليه الأمل وغيرت مسار يومه، بل وربما حياته بأكملها.

اللطف العابر ليس مجرد تصرف تلقائي، بل هو رسالة خفية تقول: “أنت مهم، ولوجودك معنى.” في عالم تسوده السرعة والانشغال، يصبح اللطف بمثابة هدية نادرة تثري النفوس، وتعزز الشعور بالانتماء. ومهما بدت تلك اللحظات قصيرة وعابرة، فإنها تظل حية في ذاكرة من تلقاها، تبث الطمأنينة، وتفتح آفاقًا جديدة من الأمل والثقة بالحياة.

اللطف لا يتطلب جهدًا كبيرًا؛ قد يكون كلمة صادقة، أو مساعدة بسيطة، أو حتى استماعًا بانتباه. لكنه يمتلك قوة عجيبة في تخفيف الأحمال عن القلوب، وزراعة بذور القوة فيها. عندما تكون لطيفًا مع الآخرين، فإنك تساهم في نشر دوائر الخير التي تمتد آثارها بعيدًا. إن اللطف هو أحد أعمق أشكال الإنسانية، وهو الذي يجعلنا نتجاوز حدود الفردية لنصبح جزءًا من قصة الآخرين.

“لطفك العابر إرثٌ خالد.” جملة تلخص أثر هذه التصرفات البسيطة. فاللطف، برغم كونه عابرًا، يظل حيًا في الذاكرة، يُحيي الأرواح، ويمنح من يختبره شعورًا بأن الخير لا يزال حاضرًا في هذا العالم. كن لطيفًا؛ فكل فعل بسيط قد يكون بداية لتغيير كبير، ليس فقط في حياة الآخرين، بل في حياتك أنت أيضًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى