مقالات وكتاب

بريكس والولادة القيصرية

نظرة تشاؤمية تحليلية مضادة لدعاية بريكس

بقلم  ـــ  علي المري

 

هنا عزيزي القارئ، دعنا ننظر لنظام بريكس من زاوية تشاؤمية مضادة للدعاية المكثفة التي تعتمدها دول بريكس للتسويق “السياسي” الحرج والحذر لإبراز النظام الاقتصادي الوليد والذي يقوم على النديّة للنظام الاقتصادي العالمي وهو نظام رأسمالي غربي، ورغم قوة هذه الدعاية ورغم جودة عناصرها النفسية والدبلوماسية.

فدعنا سيدي الفاضل نستخدم منهجية التحليل الاستراتيجي SWOT وكشف عناصر القوة الفعلية، وعناصر الضعف الغير معلن، وعناصر الفرص المتاحة التي يمكن تحقيقها اقتصادياً، وأيضا الكشف عن عناصر التهديدات الخارجية المحتملة.
وذلك لكي يتسنى لنا تقديم تصور واضح وفهم عميق يساعد المتخصص في العلاقات الاقتصادية الدولية على رسم صورة نمطية حقيقية بعيدة كل البعد عن شوائب الغزو النفسي والدبلوماسي لحملة دعاية بريكس.

حيث أن باحث العلاقات الاقتصادية الدولية منوط به التعمق والإبحار في فهم الكثير من القضايا المهمة التي تتعلق بصحة وسلامة الفكر الأكاديمي والشخصية العالمية التي يتمتع بها الباحث والمهتم في الاقتصاد الدولي.

دعاية بريكس والغزو النفسي والدبلوماسي
بلا شك، كلنا لاحظنا أن الكثير من المتخصصين في العلاقات الدولية والاقتصاديين يتعرضون بشكل ممنهج لغزو نفسي من حملات دعاية بريكس عبر وكالات إعلام الدول المؤسسة ووكالات إعلام تابعة لدول أخرى غير أعضاء لمصالح ذاتية يمكن ذكر أهمها فيما يلي باستخدام هذه الأداة الفعالة :-

بريكس في أداة تحليل SWOT الاستراتيجي

أولاً / قطبي البيئة الداخلية (عناصر القوة والضعف):-
• عناصر القوة :
1- حجم الاقتصاديات والناتج المحلي للدول الأعضاء بفضل الإزدهار التكنولوجي والصناعي والطاقة.
2- المساحة والسكان وهي ميزة تنافسية لا بأس بها.
3- مصادر الطاقة والثروات الزراعية والحيوانية.
4- النفوذ السياسي حيث تشكل بريكس خمسي مجلس الأمن كعضو دائم.
5- القوة العسكرية والصناعات الحربية.

• عناصر الضعف :
1- التحدي الجغرافي حيث تترامى دول بريكس في أطراف العالم ولا تتكتل في مركز.
2- تحدي اللغة حيث لا يجتمع عضوين من بريكس في لغة واحدة بل لكل عضو لغة.
3- تحدي الصراع الداخلي المزمن بين أعضاء بريكس وأقصد هنا الهند والصين.
4- تحدي العقيدة الدينية بين معظم شعوب بريكس.
5- تحدي الطبقية حيث العمق النفسي للشعوب ومستوى تقبلها الإندماج وتجاهل التكافؤ العرقي.
6- البطء في تنفيذ مشاريع قوية وملموسة على أرض الواقع بسبب ضعف العملات المحلية والرعب من إهدار الثروات مقابل عملات قابلة للإنهيار.

ثانيا/ قطبي البيئة الخارجية (عناصر الفرص والتهديدات):-
• عناصر الفرص المتاحة :
1- تشكيل تكتل سياسي اقتصادي مؤثر وفاعل في النظام الدولي القائم.
2- تعزيز العلاقات الدولية والدبلوماسية الذاتية لكل عضو على حدة.
3- ردع ممارسات الشرطي الدولي وشبح فرض العقوبات الاقتصادية الغربية.

• عناصر التهديدات الخارجية المحتملة:
1- صور انقضاض الغرب على بريكس قبل نضوجه.
2- صور الاختراق السياسي لاجهاض المشروع الوهن.
3- القوة التاريخية للنظام الرأسمالي الغربي وسيطرته.

أتمنى أن تكون هذه صورة أخرى تفيد القارئ الكريم حيث يمكنه الآن الجمع بين النظرة الإيجابية والنظرة السلبية لتشكيل فهم هذه الظاهرة الناشئة.

علي المري
باحث الدكتوراه في إدارة الأعمال
almarriali2030@gmail.com

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى