دمية تحركه جهات خارجية
د. طارق آل شيخان
طبعا في عالم السياسة والديمقراطية والأحزاب ليس هناك أي التزام بالأخلاق أو الإنسانية أو المبادئ التي يؤمن بها كل مجتمع، فالسياسي هو على النقيض من أفراد المجتمع، فيهمه تحقيق مصلحته وأيديولوجيته وأهدافه بشتى الطرق.
لقد رأينا كيف سوَّق السياسيون غزو العراق بحجة وجود أسلحة دمار شامل تبين كذبها لاحقاً، وكان الهدف الحقيقي هو تمكين إيران من احتلال العراق وسوريا واليمن ولبنان، كذلك غزو أفغانستان لنشر الديمقراطية التي انسحبت منها واشنطن وسلَّمتها لطالبان الإرهابية التي طالما حاربتها واشنطن أكثر من عشرين عاماً، وتخلَّت عن النظام الديمقراطي الأفغاني، أيضاً الابتزاز الذي رافق قضية مقتل الصحافي السعودي خاشقجي نراه الآن في نفايات التاريخ وأصبح التودد للرياض أمنية من كان يهاجم بالسابق، أيضاً رأينا كيف أن الانتهاكات الإيرانية بحق المكونات العرقية التي تشكل إيران والانتهاكات التي تتعرض لها المرأة الإيرانية والانتهاكات التي يتعرض لها شعب دولة عربستان الأحواز المحتلة طوال أربعين سنة لم تحرك ساكناً لدى هؤلاء السياسيين، إلا بعد أن صفعتهم إيران وغدرت بهم وكوَّنت حلفاً مع روسيا والصين يهدد الوجود الغربي والشرق آسيوي اليابان وكوريا الجنوبية، ورأينا كيف أن طهران بين ليلة وضحاها أصبحت دولة تنتهك حقوق الإنسان، بعد أن تم غض الطرف عن جرائمها بالمنطقة العربية وارتكبت جرائم بحق العرب المسلمين.
كل تلك الحوادث وغيرها تثبت أنه لا أخلاق ولا مبادئ أو إنسانية أو صدق بالسياسة، فالهدف الأول تحقيق المصلحة بكل ثمن، وما شعارات حقوق الإنسان وحقوق المرأة وحرية التعبير والصحافة إلا مجرد غطاءات لتحقيق مصلحة الدول، لهذا إن رأيتم شخصاً ما يسوِّق نفسه على أنه ينادي بحقوق الإنسان والتعبير وحرية المرأة من العرب، فعليكم سحقه تحت أقدامكم، لأنه مجرد دمية تحركه منظمات وجهات خارجية، ويسعى لمصلحته ويريد تنصيب نفسه سيداً على رقاب الأحرار الذين لم يرضخوا يوماً ولم يكونوا عملاء أو دمى لتخريب أوطانهم.