المرأة مكانها المطبخ
بقلم ـ أحمد عزير
في عام 2015م حكمة ألمانية للعبة كرة القدم طردت اللاعب التركي “كريم ديميرباي”، وأثناء خروجه قال لها المرأة: “مكانها المطبخ”، فتم إيقافه خمس مباريات وصدر قرار من الاتحاد الألماني بإجباره على تحكيم إحدى المُباريات النسائية ليتعلم احترام المرأة وعندما حكّم المباراة طرد سبع لاعبات، وعندما سئل عن السبب فقال: لأن مكانهن المطبخ.
طبعًا يُفهم من كلامه هذا أن المرأة لا تستطيع أن تقوم بأعمال أخرى غير منزلها وبالتحديد مطبخها، وهذا التنميط والتحجيم لدور المرأة غير مقبول؛ فالمرأة أثبتت أنها تستطيع أن تقوم بأعمال عديدة وتتقن ذلك، ولوحظ أنهن يصلن لمرحلة الجودة كذلك مقارنة بما يفعله الرجال.
لكن ما لاحظته على النسوة أنهن يتحسسن من تلك العبارة “مكانكن في المطبخ” يفترض أنهن أيضًا يسعدن بذلك إلى جانب ما يقدّمن من خدمات جليلة للمجتمع.
الملحظ الثاني على القصة وإن اختلفت الرواية يُغفل جدًا تركيبة المجتمع التركي وأصوله وأنهم عنيدون ومتعصبون لآرائهم حتى ولو كانوا على خطأ، وقصة القائد والجندي والسكين والمقص والبطيخ تكاد معروفة لكل متابع حتى وإن بدأت طريفة إلا أنها لا تخلو من إشارة إلى شعب عنيد ويقف على رأيه وبجانبه حتى وإن بدى له خلاف ذلك.
عمومًا هناك معلومة لا أعرف مدى دقتها إلا أنه يتواتر الحديث عن رئيس وزراء تركيا “رجب طيب أردوغان” أنه لا يحب النساء ولا يحترمهن، ويذكر ذلك في مجالسه الخاصة ولا يصرح بذلك علنًا حتى لا يخسر أصواتهن في الانتخابات.
السؤال هنا: كم لدينا في مجتمعنا من يحمل فكر هذا اللاعب التركي؟!
وهل الإلزام بقرار المرأة في بيتها في القرآن الكريم هو إلزام يصل إلى درجة التحريم في حال مخالفة ذلك؟! وهل خروج المرأة في حال في زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الجهاد والتطبيب كان أمرًا مُلحًا دعت إليه الحاجة؟! وإن سلمنا بذلك جدلًا هل زوج الرسول صلى الله عليه وسلم الأولى السيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- وأرضاها وهي كانت تاجرة وتُمارس أعمال التجارة؛ فكان أولى بنهيها من غيرها عن عدم الخروج إلا للضرورة الشرعية فقط .
هي تساؤلات كبيرة لعلنا نجد من يضعنا في المنطقة الآمنة.