مقالات وكتاب

محطة العزلة

بقلم ـ فرحان حسن الشمري

 

“أنا إستفدت من هذه العزلة … كنت أتفرج على المجتمع دون أن أشارك فيه … فكان عندي متسع من الوقت أرى أتأمل أقرأ”
أنيس منصور الكاتب المعروف

“قد نفقد قدرتنا على التفكير السليم بسبب الكمية الكبيرة من المعلومات التي تغرقنا يومياً “
جيرترود شتاين- كاتبة أمريكية

وقبل التعمق في الأمر يجب التفريق بين مصطلحين ألا هما الوحدة و الخلوة ( العزلة)

“الوحدة ” حيث تعني الانقطاع التام عن الآخرين وهي نتيجة مشاعر سلبية حيث يراود الإنسان أنه غير مقبول إجتماعيًا وهذا الشعور يكون ناتجًا عن ضغوطات تدفعه للهرب منها بالوحدة.

“العزلة أو الخلوة” تعني عدم الاندماج مع الآخرين مؤقتا ويكون الإنسان ساعيًا لها بإرادته بحثاً عن الهدوء و ترتيباً للأفكار و الأمور ومن ثم الإنطلاق في الحياة من جديد .

“محطة العزلة” قد تكون مكاناً ( مكتب – غرفة – حديقة – مزرعة ) أو وقتاً ( ساعة أو ساعتين أو يوم و هكذا وفي أي مكان) أو كلاهما وغالباً ما تكون “محطة العزلة” حاضنة لإبداعات و إنجازات الإنسان.

إنّ للجلوس في حالة تفرد و خلوة لبعض الوقت يعود بفوائد عديدة و منها الحرية فيكون بعدها أكثر انطلاقًا و تحرراً من قيود تأثيرات الآخرين وتكون قرارته أنضج و أصوب في الغالب.

و أيضاً كلَّما تخلص من مشتتات الانتباه كلَّما كان أكثر إبداعًا.

ومن المزايا الأخرى للعزلة هو قدرة الشخص على تطوير نفسه ( مراجعة المسار و التقييم) ممَّا يعيد اكتشاف ذاته و مواهبه كذلك تساعد على المزيد من التأمل.

وكان النبي ﷺ حبب إليه أن يخلو ويتعبد بغار حراء ويتحنث أي يتعبد. و أغلب المفكرين و المؤثرين على مدى التاريخ تكون لهم
“محطة العزلة “.

فرحان حسن الشمري
للتواصل مع الكاتب:
‏e-mail: fhshasn@gmail.com
‏Twitter: @farhan_939

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى