مقالات وكتاب

الإعلام الرياضي والدعوة إلى العنصرية والتعصب

لقد أحدث صاحب السمو الملكي الأمير” محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء حفظه الله” نقلة نوعية في عالم الرياضة، وبفضله بعد فضل الله أصبحت الرياضة السعودية محط أنظار ومتابعة من قبل مختلف الجماهير ووسائل الأعلام في دول العالم، وذلك بعد أن تم استقطاب الكثير من نجوم الكرة العالمية للأندية السعودية.
ومن هنا أصبح الإعلام الرياضي وسيلة هامة لنقل الأخبار والأحداث الرياضية إلى مختلف الجماهير في مختلف المجتمعات البشرية، إلا أنه من المؤسف أن نشهد انتشار ظاهرة العنصرية والتعصب والتحريض على الكراهية والتمييز في الإعلام الرياضي السعودي والتي تقوم على استهداف الأفراد والجماعات من خلال الاعتقاد بأن بعض الأعراق أفضل من غيرها.
وعلى الرغم من تنوع المجتمع السعودي العرقي والثقافي، إلا أن بعض الإعلاميين والصحف الرياضية قد باتوا يدفعون بالدعوات العنصرية والتحيز في تغطية الأحداث الرياضية إلى أعلى مستوياتها، مما يؤثر سلبًا على النسيج الاجتماعي الوطني في المستقبل- إذا لم يتم التصدي له واجتثاثه بشكل كامل ـ.
ويمكن تفسير ظهور العنصرية والتعصب في الإعلام الرياضي السعودي من عدة جوانب، إذ إن البعض يحرص على استغلال التعصب والعنصرية والتحيز كوسيلة لزيادة عدد المتابعين والمشاهدين والقراء الذين يطربون لفلتات لسانه، وتجاوزت قلمه، ومن المعلوم أن هذه الطريقة من أشد الطرق الاستفزازية التي تؤدي إلى زيادة التوتر والاحتقان الجماهيري.
ويمكن القول: إن حديث المحللين في القنوات الرياضية السعودية عن الفرق الأخرى التي تخالف ميولهم وعن الحكام بطريقة متحيزة ومتعصبة وفقا لمعايير الربح والخسارة أحد الأمثلة الواضحة على هذا الأمر؛ فينتقد المحللون أحيانًا في حالة خسارة فرقهم المفضلة القرارات التحكيمية ويعتبرونها مؤامرة ضد فريق(س)، بدلاً من تقديم تحليل موضوعي تثقيفي تطويري حيادي.
ومهما يكن من أمر، فإن الاعتراف بأن محللي الأحداث الرياضية لدينا في المملكة العربية السعودية، لديهم قدرة كبيرة على تشكيل آراء المشجعين وجمهور الرياضيين بشكل كبير أمر مسلم به، لذلك فإن الهدف الأساسي لوجود هذه البرامج هو تقديم تحليل فني بحت للحدث الرياضي وإلقاء الضوء على الجوانب التكتيكية والفنية للمباريات بعيداً عن عوامل الميول والمصالح الشخصية.
إن الواجب على وسائل الإعلام الرياضية الحد من هذه الظواهر السلبية بدلاً من الترويج لها، وأن يكون المحتوى الإعلامي متوازنًا ومسؤولًا، بعيدًا عن دعوات التحريض ومساجلات الكراهية بين مسؤولي الإعلام والدخلاء عليه، والتي تؤثر بدورها على اتجاهات مختلف الجماهير الرياضية من خلال تغذية روح التعصب والعنصرية في أذهانهم، كما أن التأكيد على احترام المصلحة العامة والقيم الدينية والثقافية والاجتماعية السائدة في البلاد أمر في منتهى الأهمية ويجب أن يُعطى الأولوية.
نأمل نحن المتابعين أن يتسنى لنا مشاهدة وقراءة محتويات إعلامية متوازنة ونزيهة بعيدا عن التعصب والكراهية، في ظل إطار احترام حرية الرأي والتعبير والتفاعل البناء في جميع المجالات والأنشطة الإعلامية التي تكفلها الدولة للجميع.
كما نأمل من وزارة الإعلام بقيادة وزيرها الشاب معالي أ. سلمان الدوسري الاهتمام بمتابعة ما يحدث من خروقات وتجاوزات، في الكثير من البرامج الرياضية والتي ما برح ولا انفك مقدموها بالاشتراك مع ضيوفهم” المحللين الرياضيين” من إذكاء روح التعصب والعنصرية بين الجماهيريمختلف فئاتها وتنوع درجات تعليمها وتباين مستويات ثقافتها ، ومن ثم الضرب بيد من حديد على كل من تثبت إدانته بالتجاوز أياً كان اسمه أو موقعه، من أجل مسايرة القطاعات الأخرى في العمل على تحقيق أهداف رؤية المملكة العربية السعودية “٢٠٣٠” الطموحة والمباركة.
بقلم:
مرزوق بن علي الزهراني
“أبو إبراهيم”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى