الأمم المتحدة تدين دعم طهران للمليشيات الحوثية.. ولكن هل من موقف؟
جاءت إدانة المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة “نيكي هايلي” لتورط إيران في دعم وتسليح المليشيات الحوثية في اليمن بالصورايخ الباليستية أكبر دليل على صدق ما ذهبت إليه السعودية طوال الفترة الماضية، وبح صوتها بشأن ضلوع النظام الإيراني في تسليح الانقلابيين.
ولكن ومع ترحيبنا الكامل بهذه الإدانة.. هل من جديد؟
فالأمر أصبح يتطلب أن يتم اتخاذ موقف أممي واضح وصريح من الانتهاكات الإيرانية المتكررة، سواء باستهداف الأراضي السعودية الآمنة، أو انتهاك استقرار ومؤسسات اليمن، وقتل شعبه وتشريده وتجويعه.. وليس فقط مجرد إصدار البيانات.
تسليح إيراني للحوثيين
ويجيء كشف المندوبة الأمريكية عن أجزاء من الصاروخ الذي تم صنعه في إيران كدليل جديد وقديم في الوقت نفسه على مشاركة الملالي في الانقلاب الذي حدث في اليمن على الحكومة الشرعية، وتورطهم في تسليح المليشيات الحوثية. جديد لأنه أخيرًا اعترفت الأمم المتحدة بذلك، وأعلنته.. وقديم لأن السعودية لطالما صرحت بذلك، وطالبت بكف يد إيران عن التدخل في الشؤون العربية، ودعمها لقوى الشر والخراب في المنطقة.
وفي الآونة الأخيرة ضبطت قوات التحالف العربي أكثر من شحنة أسلحة؛ كانت في طريقها لتأجيج الصراع، وإطالة أمد الأزمة في اليمن. كذلك تم استعراض فيلم وثائقي، بثته قناة “العربية” قبل شهرين، حول مجموعة صور لصواريخ إيرانية متطورة، تمت مصادرتها داخل مربع العمليات في اليمن، وكانت بحوزة الحوثيين والانقلابيين لاستهداف قوات التحالف.
استهداف مدن سعودية مأهولة
وغير ذلك استهدفت المليشيات الأراضي السعودية، وأطلقت الصواريخ الباليستية على المدن المأهولة بالسكان، بدعم من إيران، بل وصل الأمر لاستهدافهم لمكة المكرمة قِبلة المسلمين؛ ما يشكل انتهاكًا صارخًا لقرار مجلس الأمن 2216، وقرار مجلس الأمن 2231، فضلاً عن تهديدهم أمن الممرات البحرية، وقمع الشعب اليمني؛ ما تسبب في تعطيل العملية السياسية، ومقتل الآلاف من الأبرياء وتشريدهم.
ولا يمكن إنكار الدور الإيراني الواضح في دعم الممارسات العدوانية والإرهابية الحوثية، وانقلابهم على الشرعية، وتدميرهم مؤسسات الدولة، وقمعهم الوحشي للشعب اليمني الشقيق، ونهبهم مقدرات الشعب اليمني، بما فيها المساعدات الإنسانية، واستيلائهم على الواردات النفطية؛ لاستخدامها في دعم وتمويل حملتهم الإرهابية.
موقف صارم
وهذا غيض من فيض من الانتهاكات الإيرانية الصارخة في صنعاء، وتوابعها في الرياض؛ وهو ما يقتضي أن يعمل مجلس الأمن على استصدار قرار وموقف صارم، يستنكر الأعمال الإرهابية ضد السعودية، وألا يكتفي بالبيانات والشجب والتنديد؛ فإيران أصبحت سرطانًا ينهش ويقوض الاستقرار في المنطقة؛ وهو ما ينعكس سلبًا بكل تأكيد على العالم أجمع.
جبهة عالمية
وإضافة إلى ذلك فإن الظرف التاريخي الذي تعيشه المنطقة يحث على ضرورة تحرك مجلس الأمن ودول العالم الحر للانضمام لتشكيل جبهة عالمية في مواجهة تهديد إيران، وبحث كيفية مواجهة هذا التهديد بكل السبل والطرق الممكنة؛ حتى ترتعد إيران، وتكف عن تهديد استقرار الدول الآمنة.