عام

استدعاء أبو الفنون!

بعد موافقة وزارة الثقافة والإعلام على إصدار تراخيص لدور السينما في المملكة أصبح هنالك مسؤولية على المخرجين والمنتجين السعوديين ليتم صناعة سينما حقيقية في المملكة، والجميع يعلم أن الحركة المسرحية والدرامية في السعودية تكاد تكون بالقاع، وقد كانت بالسابق دول مثل مصر على المستوى العربي والكويت على المستوى الخليجي بالصدارة مسرحياً ودرامياً، مع أن بدايتهما بالمسرح والدراما كانت متواضعة خصوصاً في الكويت إلى أن قامت الحكومة الكويتية في نهاية الخمسينات وتعاقدت مع الاستاذ: زكي طليمات، وذلك لهدف تدريب المسرحيين والممثلين الكويتيين وتأسيس النواة الاولى للمسرح والدراما بالكويت وكانت بدايتهم في فرقة المسرح العربي.

بعد أن أسس زكي طليمات فرقة المسرح العربي واختار الممثلين وأخضعهم لاختبارات متنوعة ثم اختار عدد معين من الذين اجتازوا الاختبارات، ومن اختارهم هم من أصبحوا لاحقاً جيل الرواد بالكويت، ولا يمكن أن يُنسى فضل زكي طليمات على المسرح والدراما الكويتية وكذلك المصرية والتونسية أيضاً.

صار زكي طليمات مشرفاً فنياً وعلمهم مباديء المسرح الاساسية بالتمثيل والإخراج والكتابة وحتى بأدق التفاصيل مثل الوقوف على خشبة المسرح والصوت والاندماج بالشخصية وجميع العلوم المسرحية التي يحتاجها صناع المسرح، ثم أنتهى من التعليم وجاء وقت العمل بما تعلّموه، وتركهم زكي طليمات لتبدأ كل مجموعة منهم بتأسيس فرقة مسرحية خاصة بهم وقدموا من خلالها أفضل الاعمال المسرحية بالخليج في فترة الستينات والسبعينات والثمانينيات والتسعينات بلا منافسة من أي دولة خليجية حتى ومع وجود بضع مسرحيات من السعودية ولكنها لا يمكن أن توازي أو تنافس المسرحيات في الكويت. والسبب الرئيسي لنجاح الدراما الكويتية والمسرح الكويتي هي الحكومة الكويتية التي كانت مهتمه بهذا الأمر من أعلى سلطه في البلاد وهو الشيخ عبدالله السالم أمير الكويت شخصياً واهتمامه وسؤاله عن زكي طليمات ومدى نجاح التعاقد معه ومدى الفائدة التي تحققت من هذا التعاقد، إذاً السبب الرئيسي للنجاح هو (التأسيس السليم).

قدم الكويتيين مسرح حقيقي يعبر عن الرقي الفني لديهم في تلك الفترة وتطور الحال بهم وفي عام 1973 تم تأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت الذي كان ثمرة النجاح المسرحي ليكون المؤسسة التعليمية الفنية التربوية الاولى بالخليج وقد جذب المعهد شباب من الخليج مثل الفنان السعودي عبدالناصر الزاير الذي تقدم لاختبارات القبول بالمعهد وتم قبوله وتخرج بدرجة بكالريوس تمثيل وإخراج، وكان له اسهامات كبيره في اعمال مسرحية كويتية كثيرة وأعمال درامية بالخليج، وهذا بسبب موهبته طبعاً وكذلك بسبب أنه فنان أكاديمي تخرج من المعهد والذي به تم تأهيله وصقل موهبته.

لا نريد أن نبدأ من حيث بدأ الآخرون لكننا نريد أن نبدأ من حيث أنتهى الآخرون، ولهذا نتمنى أن يؤسس بالسعودية معهد عالي للفنون المسرحية أو معهد عالي للتمثيل والإخراج، يمنح درجة البكالريوس أو الدبلوم العالي، المهم أنه يخرج أكاديميين ينتشلون المسرح والدراما السعودية من القاع إلى الصدارة، ويكون لهذا المعهد أقسام متنوعة مثل: قسم التمثيل وقسم الإخراج وقسم النقد وقسم الديكور المسرحي وقسم الكتابة والتأليف وقسم التصوير ..الخ
ويُتعاقد مع فريق من الاساتذة العرب وغير العرب من لهم باع في الفنون المسرحية والدراما لتخريج شباب سعوديين فنانين أكاديميين ينهضون بالحركة المسرحية والدرامية في البلد.

نتمنى من أصحاب الشأن سواءً في جمعية الثقافة والفنون أو الجامعات بأن ينظر لهذه الفكرة بعين الاعتبار ولما ستعود به بالفائدة على الوطن وعلى المواطنين، لأننا جميعاً نعلم أنه يوجد مواهب كثيرة في شباب الوطن ولكن لا يوجد مكان لصقل موهبتهم وتأهيلهم. لهذا أرجو من اصحاب الشأن أن يُرفع الطلب بعد دراسته لرئيس المجلس الاقتصادي الاعلى سمو الامير محمد بن سلمان ولي العهد، وجميعاً يعلم أن الشغل الشاغل لسموه هو الرقي بالوطن والمواطنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى