مقالات وكتاب

العمل التطوعي وآثاره الإيجابية لدى طلاب المرحلة الثانوية

بقلم ـ الكاتب : سليمان سليم اللحياني

 

حظي العمل التطوعي بأهمية وإقبال كبير، لما له من دور لا يمكن التغافل عنه في النهوض بالمجتمع وتماسك عناصره، وتنمية روح الخير في أهله، لما يصنعه العمل التطوعي من إيقاظ النفوس ورد إنسانيتها لها، في أن يهب الإنسان نفسه لمساعدة غيره.
العمل التطوعي هو ذلك الجهد الإنساني الذي يُبذل طواعيةً وبشكل اختياري، سواءً كان رسمياً أو غير رسمي، دون مقابل مادي لخدمة الآخرين”.

ويعد العمل التطوعي في المملكة العربية السعودية بالإضافة إلى أنه نهج رباني نبوي فهو من المحاور الرئيسة لرؤية البناء والنماء 2030م، وبهذه الأهمية التي في ركازها وثاق دين وامتداد تكافل وارتفاع وعي، يعتبر التطوع ( رؤية وطن ) ونظراً لأهميته في صنع المستقبل الذي أحد أركانه الشباب فقد أدرجت وزارة التعليم متطلب العمل التطوعي في النظام الثانوي من خلال إيجاد ساعات تطوعية مطلوبة منهم لتخرجهم ، كونهم في مرحلة العطاء ويمتلكون القدرة الذهنية والبدنية العالية، فضلاً على أن كثيرًا من الدول سعت إلى غرس ثقافة التطوع وتشجيعها بين أفرادها بمختلف أعمارهم، وتنبع أهمية مشاركة الشباب في العمل التطوعي من تعزيز انتماء الشباب لأوطانهم، ومن تنمية مهاراتهم وقدراتهم الفكرية والفنية والعلمية والعملية، ومن إتاحة الفرص الواسعة أمامهم للتعبير عن آرائهم في القضايا التي تهم مجتمعاتهم.
ومن المؤكد أنّ التطوع أوسع من حصره بمجال واحد فقط؛ إذ إنّ هدف العمليّة التطوعيّة هي نفع الغير مهما كانت ظروفهم أو حالتهم، وهناك بعض الأمثلة على المجالات التي من الممكن أن يستفيد منها الشباب للانخراط في العملية التطوعية حسب ميولهم وتوجهاتهم وهي ترتبط بالعمل التطوعيّ العام أو الاجتماعي أو البيئي أو الديني أو القانوني أو السياحي أو غيره من الأنواع المشهورة المعروفة.
وهنا لابد من ذكر فائدة العمل التطوعي للمجتمع، فهو يصنع مجتمع متماسك موحد تسوده روح التعاون لا يخضع أمام أي خلافات ولا يقع في فكرة التفرق والتشتت المجتمعي، لأن كل من فيه يدٍ واحدة في عون بعضهم البعض.
وتبرز أهمية العمل التطوعى لشباب المرحلة الثانوية كون التطوع ؛
– يصنع شابًا قادرًا على تحمل المسؤولية.
– يساهم في الارتقاء بفكر الشباب ويهذب شخصيَّتهم .
– ينمي مهاراتهم ويغرس فيهم الجد والتطلع، فهم عماد الأمة وطالعها المشرق.
– يقوي روح التكافل والتعاون .
– يجعل الشاب قادرًا على التفاعل والتواصل وعدم الانعزال.
– يعمل على تنمية وإثراء الحس الإيماني.
– ينمي قيمة الاحتساب والعمل ابتغاء وجه الله عز وجل.
– يحافظ على الشباب من الانحرافات السلوكية والفكرية المنحرفة.
– يصنع من الشاب رجلًا يكون العون وقت الأزمات.
– ينشر المحبة بين الشباب، يخرج للمجتمع أجيالًا قوية فتية قادرة على النهوض بالمجتمعات.
– تكوين العلاقات الاجتماعية الكبيرة للشباب من خلال العمل التطوعى.
– يجعل من الشاب شخصًا اجتماعيًا، وأكثر انخراطًا بالمجتمع.

كما يساهم في هذا الحراك الكثير من الاطراف المعنية بالعمل التطوعي منها وزارة التعليم التي أصدرت الأدلة المنظمة للعمل التطوعي و إدارات التعليم بتوفير الفرص والمبادرات التطوعية ومكاتب التعليم بتسهيل العمل للمدارس .
ويأتي الدور الأكبر لتنفيذ هذه الأعمال والتي تقوم بها المدرسة وذلك بتشكيل اللجان والتكليفات الرسمية لرائد النشاط ومنسق التطوع الإداري والارشاد الأكاديمي وأدوارهم التنفيذية للمساعدة في تحقيق هذا التكامل العملي ويصحبه عقد الشراكات مع الجهات المفعلة للعمل التطوعي بالتنسيق مع وحدة الشراكات المجتمعية بالإدارة .
وفي الختام علينا أن نذكر الشباب دائما بمبدأ التعاون والعطاء ليكون الانسجام الاجتماعي والتوافق بين بني البشر،
وتذكيرهم بأن التطوع باب للخير والإنسانية وهذه الفرص المطروحة لهم الآن هي مفاتيح لهذا العمل الخيّر حيث إن أمتنا اليوم في حاجة إلى التواصل والتراحم، لأنها خير أمة أخرجت للناس، بقيمها الإيمانية، وتعاونها على البر والصلة والمحاسن التي يسافر العطاء في أرجائها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى