عام

( ويبقى وجه ربك..)

في اغلب نقاشي مع الصحويين أو من تاثر بأطروحات التيار الديني، صار لسان حالي وموقفي في النقاش معهم مثل لسان حال وموقف الدكتور سيد القمني بمناظرته الشهيرة التي من حلقتين في برنامج (القاهرة والناس) والذي كان يقدمه ويعده الاعلامي اللبناني ((طوني خليفه)) وكان الشيخ: سالم عبدالجليل الطرف المقابل في المناظرة.

يتعصب المتشددين والمحافظين لآرائهم وتراثهم وبدون حتى مجرد سماع ما يناقضها أو ينقضها من اساسها ومع اننا نحفظ ونعلم قولهم وردهم وحججهم الغير منطقية وقصصهم الكاذبة. فقد أصبحنا نملك الخبرة فيهم ومعرفتهم جيداً لانه طوال اكثر من ثلاثة عقود عشناها أبان سيطرة الصحويين على المدارس والمساجد والإعلام، وقد نهلنا من نفس ما نهل منه المحافظ المعاصر الذي يحاول تجميل قبح الصحوة الان ولم يستطع ولن يستطيع لان من يريد يناقشه ويرد عليه هو من سكان عصر احتلال الصحوة الفكري والاعلامي وشاهد عيان على جرائمهم في حق الوطن والمواطنين، فقد تجرعنا الآلام بسبب تسليمنا لعقولنا ومصيرنا بيد الصحويين وغيرهم من المتشددين.

من شدة تناقض من يدافع عن الصحوة هو انه يعتقد ان المسلمات التي يؤمن بها هي خطوط حمراء لا يجوز تجاوزها تماماً مثل ما حدث بالمناظرة حين رد الشيخ سالم على الدكتور القمني واتهمه بالكفر بمجرد انه يختلف معه في فهم القران ! ويرى الشيخ ان فهمه هو المقدس وهو الصحيح وبنفس الوقت يُزعم الشيخ بالحرية، ويمارس التقيه ويقول لك مخادعاً: افهم الدين كما تشاء !

مجرد عدم تفكيرك وعدم سماحك لحجج ونقد ضد ما تظن انه من المسلمات وايضاً عدم سماعك لهذا النقد بما تعتقد قدسيته (المفهوم الذي تنكره) سيصعب على الكثيرين محاولة مساعدتك والاقتراب منك ! تأكد ان الأفكار والقناعات تتبدل ولا توجد بالدنيا حقائق مطلقه فكل قناعه وحقيقه مع مرور الزمن يأتي من يثبت عدم صحتها وتتحول من ثوابت مطلقة الى متغيرات زمنية . حتى في قوانين الطبيعة مثل قوانين الفيزياء التي اكتشفها العالم نيوتن وجاء بعده بقرنين من الزمان العالم أنشتاين الذي اكتشف ما هو أوضح وادق من اكتشافات نيوتن والتي صار اغلبها خاطئ وهذا هو حال الدنيا كلها متغير { ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام}

نرى غالباً ان اصحاب هذه القناعات المتشددة يتحولون تدريجياً لعناصر متخلفة عن الركب الثقافي والحضاري وهذا ما يدفع بعضهم لسلوك ارهابي وحشي يظن بِه انه ينفذ حكم الله في ترويع الآمنين وقتل الناس والضرر في الممتلكات العامة والخاصة، وقد تصل في بعضهم بأنه يظن ان له حق الوصايه على عقول الناس وأفعالهم ويظن عن نفسه انه دائماً على صواب وكل من هو يعارض قوله وفعله هو زنديق كافر حلال الدم والمال ! وهذا ما دفع الدكتور القمني على المجاراة (والتسليك) بالرد على الشيخ سالم المتعصب وإلا سوف يكون مصير القمني مثل مصير المفكر والفيلسوف الدكتور فرج فوده أو مصير رجل الدين حسن شحاته رحمهما الله وأسكنهما جناته، لأنهما شهيدا الرأي والحريّة ..!
الاول : اغتالته يد الخيانه والغدر.
والثاني: قتلته الغواغاء البربريه على مرآى ومسمع من العالم بأسره بنقل احداث الهجوم الكبير على هذا الشيخ المسن مباشرة على القنوات الفضائية .. أي خزي وعار سيسطر في مزابل التاريخ ؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى