وطن جميل على ألسنة قبيحة
قصة وطن جميل قد تروى على ألسنة قبيحة.. نرى البعض ممن يحظى بفرصة وجوده خارج الوطن للعمل الإعلامي في وسائل وفضائيات خارجية، أو ممن تتم استضافتهم في قنوات ووسائل إعلامية مختلفة، نرى هؤلاء يتسنى لهم احيانا الحديث عن موضوعات وطنية، واجتماعية، وثقافية، وفكرية ممتدة المحاور، ومفتوحة الأبعاد، ومتجاوزة السقف.
ومما يلاحظ أن العديد من تلك الوسائل الإعلامية تتلقف هؤلاء الذين يتلبسون بتيار، وتوجه، وفكر معين تجد فيهم مثارا للنيل من الوطن، أو الانتقاص من مجتمعنا.. فتتم استضافتهم وتفتح قضايا الوطن والمجتمع الخاصة معهم.. مع أن الوسيلة في حقيقتها قد لا تمثلنا، ومقدم البرنامج غالبا لا يمثلنا.. كما أنها لا تلتزم بأدبيات الإعلام بسبب تبنيها توجها، أو طرحا أحاديا يتم تعزيزه من خلال هؤلاء الذين أتيحت لهم الفرصة.
وبالطبع البعض لا يصدق نفسه حين يجد أن القنوات تستضيفه ليفرغ كثيرا من الشحن النفسي تجاه مجتمع عاش ونما وترعرع بين جوانبه وعلى ارضه بطريقة مقيتة ومعممة.. ويتجاوز بأطروحاته المأزومة كل منطق وعقلانية.. فهو يبدأ بالتعميم، والانتقاد، والجلد الاجتماعي، والنقم الثقافي، والحرث الفكري.. ثم ينظّر، ويتفلسف.. ويبالغ في طرحه السيئ ونرى مقدم البرنامج يستدرجه كي يقول ما يستطيع وهو يضحك داخله.. وكأنه يقول: زد بارك الله فيك، زد أيها الفالح.
فيهيم «أخونا في الله» طربا وهو يستدعي الأوصاف المشينة، ويستجمع الانفعالات السلبية، ويجتر الألفاظ العفنة، ويقلّب الأقاويل المكرهة.. ويبالغ في طرح أمور بشكل مغاير لحقيقتها هكذا بدا كثير منهم حين يجلس على أحد الكراسي اللينة في برنامج اللغط الفلاني الذي يستثير المثار، ويحرك الساكن، ويسكّن المتحرك.
ويبقى لنا في الختام أن نقول: نحن نعاني.. ليس بسبب الوسائل ولكن بسبب بعض العقول التنازلية التي تتعاطى وترحب بالمشاركة في مثل تلك الوسائل، وتسعد بجلد مجتمعها من خلالها.. بل وتفخر بالتعاون معها. الضمير الوطني النقي لن يتيقظ في عقل مأزوم، وقلب محتقن، ولن يستيقظ في جسد مواطن فضائي افتقد الكرامة والمروءة، ولفظ أنفاس العزة والانتماء.. دمت بخير يا وطني.