“الكهرباء تصعق آلاف المواطنين.. ولم ينقذهم أحد!!”
المصائب لا تأتي فرادى؛ وذلك في كثير من الأحيان؛ حيث لم يُفِق قطاع كبير من المواطنين (من ملّاك المنشآت الصغيرة والمتوسطة) من صدمة الفاتورة المجمعة؛ حتى فاجأتهم صدمة أخرى؛ بل فاجأت جميع المواطنين هذه الصدمة.
هذه المرة كانت الصدمة صعقاً بالكهرباء؛ حيث صعقت فاتورة الكهرباء لشهر فبراير الماضي، آلاف المواطنين، الذين أخذوا يُقلّبون أرقام الفاتورة العالية بين أيديهم وهم غير مصدقين، بالنسبة لقلة استخدام الكهرباء بسبب عدم انقضاء فصل الشتاء، والذي يتوقف فيه تشغيل المكيفات، وهي أكبر مستهلك للكهرباء.
فمن ينقذ المواطنين من مصيبة فاتورة الكهرباء، التي تصدرها الشركة السعودية للكهرباء، والتي “تدلع” نفسها تحت اسم “السعودية للكهرباء” وهي ما زالت -برغم السخط الكبير عليها من قِبَل المواطنين- تستفزهم عندما تمنّ عليهم بأنها تقدم لهم خدمات كبيرة وجليلة، فكأنما تمنحها لهم دون مقابل (مجاناً).. حيث نجد الكثير من الشركات -على شاكلتها- تدّعي الانتماء والإخلاص في خدمة الوطن والمواطن ونحن منهم براء.. كما قال الشاعر:
وكل يدعي وصلاً لليلى** وليلى لا تقر لهم بذاكا
فلنتأمل في إحدى شعارات “السعودية للكهرباء” وهو كالتالي: “أكبر شركة لإنتاج الطاقة الكهربائية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للعناية بالمشتركين”؛ لكن أعتقد أن الشركة نسيت أن تُضيف الجملة التالية إلى شعارها: “أكبر شركة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث صعق مشتركيها بالكهرباء”، (أقصد بالفواتير المرتفعة).
وإذا كانت فاتورة الكهرباء تأتي مرتفعة بهذا الشكل المبالغ فيه، ونحن لا نزال في فصل الشتاء؛ فكيف ستكون عندما يحل فصل الصيف؟ أعتقد أن الكثير من المواطنين سوف يلجأ إلى استخدام الخيام كبديل.
أحد المواطنين ذكر على “تويتر” أنه عندما تَسَلّم فاتورة الكهرباء لشهر فبراير الماضي، فوجدها مرتفعة بشكل مبالغ فيه؛ لم يصدق عينيه؛ فاتصل بالشركة، فأكدت له صحة البيانات؛ لكنه شك في الأمر، فقام بتتبع توصيلات الأعمدة الكهربائية بجوار منزله؛ ظناً منه أن شركة الكهرباء ربما قامت بالخطأ بتوصيل كشافات هذه الأعمدة من كهرباء بيته.
فإذا كان مواطن بسيط يسكن في شقة صغيرة تأتيه فاتورة الكهرباء لشهر فبراير الماضي بمبلغ 800 ريال، ونحن ما زلنا في الشتاء ولم يأتِنا الصيف ورمضان؛ فكيف سيكون الحال عندما يأتينا.
وبما أن مصائب قوم عند قوم فوائد؛ فقد زادت أرباح الكثير من العيادات والمستشفيات الخاصة وكذلك الصيدليات؛ وذلك لارتفاع سكر وضغط العديد من المواطنين، الذين قاموا بالمراجعة، وصرفوا الأدوية.
لم يبقَ لـ”السعودية للكهرباء” إلا أن تلاحق المواطن في سيارته وتطلب منه دفع مبلغ استعمال مكيف السيارة، وكذلك كشافات سيارته، عندما يقوم بإضاءتها ليلاً، لا تستغربوا ذلك؛ لأن الشركة تعتبر أي نور مضاء ومكيف شغال أنها هي من قامت بتقديم الخدمة له؛ ألم تقل لنا في شعارها: “أكبر شركة لإنتاج الطاقة الكهربائية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، للعناية بالمشتركين”، الحين أدركنا تماماً ما المقصود بهذا الشعار الخطير، والقادم أخطر.
على شركات ومحلات بيع الخيام أن يستعدوا لجني الأرباح الهائلة؛ وذلك لأن الكثير من المواطنين سيقرر مع انطلاقة فصل الصيف شراء خيام غير مزودة بالمكيفات، فقط مزودة بمراوح سقف أو متحركة، وعندها سوف تضطر “السعودية للكهرباء” لتغيير شعارها من “أكبر شركة لإنتاج الطاقة الكهربائية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعناية بالمشتركين” إلى “أصغر شركة لإنتاج الطاقة الكهربائية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعناية بالخيام” وفي الختام.. سلام.