تدشين معرض “بيت هولندا – تاريخ مشترك” في بيت “زينل” بجدة التاريخية- البلد
تم تدشين معرض “بيت هولندا – تاريخ مشترك” في بيت “زينل” التراثي بجدة التاريخية – البلد، بحضور نائب وزير الخارجية الهولندي ماتايس فان دريلاس، واعضاء من وزارة الخارجية السعودية، ومبعوثين من السفارة الإندونيسية، وبحضور أفراد من عائلة “زينل”، ومنسوبي برنامج جدة التاريخية.
وأقيم المعرض بدعم من برنامج جدة التاريخية ضمن مبنى “بيت زينل” القديم الذي يعتبر من أعرق المباني الخرسانية في منطقة “البلد”، حيث تم تخصيص غرفتين لإبراز أعمال القنصلية الهولندية في جدة، وعرض الصور والأفلام الوثائقية الثمينة التي تم إعدادها قديماً عن المجتمع الحجازي وحياته اليومية البسيطة في بدايات القرن الماضي.
ويضم المعرض مجموعة وثائق نادرة وصور وأفلام مرئية ومسموعة ثمينة، تعكس الطبيعة الحيّة لأهل “البلد” قديماً، وتبرز الحياة اليومية للمجتمع الحجازي، حيث أُعيد تشكيل وتصميم هذه الوثائق بعناية بهدف عرضها وتعريف المجتمع والأجيال بها، وتسليط الضوء على تلك الحقبة العزيزة من تاريخ الأجداد وتعزيز الارتباط بهم.
ويعكس تنظيم المعرض دعم القيادة المستمر والمتواصل من أجل تعزيز وتأهيل المواقع التراثية في المملكة وإحياء التراث الثقافي والحفاظ عليه وتوعية الأجيال به وبدوره التاريخي في تعزيز مسيرة الوطن.
توثيق تاريخ “البلد”
وكان مبنى “بيت زينل” يشكل جزءاً مهماً من تاريخ جدة، فحتى عام 1950م. أتاح المبنى الذي كان سابقاً واحداً من مكاتب القنصلية الهولندية في جدة، مهام الإشراف والمتابعة في تسهيل التدفق السنوي للحجاج المسلمين القادمين من إندونيسيا التي كانت تحت الحكم الهولندي آنذاك.
وقد أُعجب القناصل الهولنديون والمقيمون الإندونيسيون بالمجتمع الحجازي، فوثّقوا من خلال أعمالهم داخل المبنى يوميات وأنشطة هذا المجتمع، لا سيما في منطقة “البلد”، مستخدمين أحدث التقنيات المتاحة في ذلك الوقت، مثل التصوير الفوتوغرافي وإجراء التسجيلات الصوتية وصناعة الأفلام؛ وكتابة النصوص، حيث شابه هذا التوثيق الثري ما هو متّبع في أبرز المكتبات والمتاحف في المملكة الهولندية، بما يشير إلى نوعٍ من الوحدة والترابط.
ويأتي هذا الاهتمام بإحياء المباني التراثية في سياق حرص صاحب السمو الملكي ولي العهد محمد بن سلمان على صون المواقع التاريخية والحفاظ عليها وتأهيلها وفق مستهدفات رؤية 2030 لتحافظ على إرث الأجداد، وتراعي احتياجات الإنسان واستدامة التطور والإبداع، وجعلها مصدراً مهماً في تحسين جودة حياة السكان.