عند الشدائد تظهر معادن الرجال
في الصحيح من حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه قال: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه .
فالإنسان إذا كان في حاجة أخيه وأعان أخاه في الشفاعة له في حاجة، في علاجه، في نقله بالسيارة إلى مكانه في غير هذا من الحاجات فالله جل وعلا وعده أن يكون في حاجته وأن يقضي حاجته كما قضى حاجة أخيه، وعده بالعون سبحانه وتعالى، فالمؤمنون إخوة يتعاونون في حاجاتهم المباحة وحاجاتهم الشرعية وكل إنسان له أجره في عونه لأخيه في حاجته الدنيوية والدينية جميعًا
ورغم هذا نجد بعض الناس لا يعرفون قيمة الثواب العظيم المترتب على ذلك حتى أن البعض منا أصبح يربط قضاء حوائج الناس حسب مكانتهم الاجتماعيه او الماديه او بحسب قرب الشخص أو بعده عنهم، وما علم هؤلاء أنهم قد فوتوا على أنفسهم خيراً كثيراً
فَقَالَ ﷺ: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا» .
*قَضَاءُ حَوَائِجِ الْمُسْلِمِينَ أَفْضَلُ مِنْ بَعْضِ نَوَافِلِ الْعِبَادَاتِ:
يَقُولُ الرَّسُولُ ﷺ: «وَلَأَنْ أَمْشِي مَعَ أَخٍ فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ -يَعْنِي: مَسْجِدَ النَّبِيِّ ﷺ- شَهْرًا»
فلماذا يحرم الإنسان على نفسه هذا الأجر العظيم؟!! والانسان السوي هو من يستشعر هذه المعاني والقيم ويسعى إلى تقدبم ما يمكن تقديمه لاخيه المسلم تقرباً لله في ذلك
ومن الخذلان أن يقف معك الغرباء ، ويصدمك مواقف من تتوقع منهم الكثير في ذلك فهكذا تتساقط الأقنعة ومن ثم تعرف معادن البشر وبالتالي تكتشف حقيقة من تتعامل معهم وصدق الشافعي حينما قال: جزى الله الشدائد كل خير عرفت بها عدوي من صديقي.، ولكن الواجب ألا يتعامل الأشخاص بنفس ردة فعل من خذلهم بل الواجب أن يسعى إلى الأفضل بحيث لا يخذل من طرق بابه وطلب العون منه في الرخاء والشدة، لأن الخذلان صفة ذميمة وخسيسة لا تشبه المسلم..
فللتعاون ومد يد الخير هو طريق الخير والنماء، ولذلك؛ فإن يد الله تبارك وتعالى مع الجماعة.
والتكافل والترابط بين ابناء المجتمع هو عنوان لبناء الأوطان والمجتمعات، كما إن اجتماع القلوب معًا؛ إنما يُخفف وطأة المحن.
عندما يتعاون أفراد المجتمع
وفق الله الجميع لما فيه خير مجتمعنا وامتنا