“استشاري”: لا صحة بأن ارتفاع حمض البول مع التهاب المفاصل يعني النقرس
نفى استشاري الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين، ما يعتقده البعض من غير المتخصصين بأن كل ارتفاع حمض البول يدل على النقرس، مشيراً إلى أن 10% من المرضى الكبار في السن عندهم ارتفاع حمض البول، بينما الشكاوى المفصلية تظهر في 50%، فلذلك ليس كل ارتفاع حمض البول مع التهاب مفاصل هو نقرس ويحتاج إلى علاج.
وقال: “يقدر انتشار حمض بول الدم بين 2-10% من عامة الناس، وبالمقابل فإن حوالي 30% من المرضى مصابون بهجمات حادة لالتهاب المفاصل النقرس، ولكن عندهم مستوى حمض البول في الدم طبيعي، وهذه الحالات تفسر بوجود العوامل التي تنقص تركيز حمض البول في الدم مثل بعض الأدوية وأحياناً لا يمكن إثبات وجود فرط حمض البول رغم المحاولات المتكررة”.
قصة عائلية للنقرس
وأضاف أن “معالجة ارتفاع حمض البول اللاعرضي بالعوامل الخافضة لفرط حمض البول سيؤدي لعدة عوامل غير مرغوبة؛ منها التكلفة المادية للعلاج والسمية الخلوية المحتملة الحدوث، إضافة إلى أن نحو 10 إلى 20% فقط من مرضى ارتفاع حمض البول اللاعرضي يصابون بالتهاب مفاصل، لذا يجب أن لا يعالج ارتفاع حمض البول اللاعرضي إلا لمن كان لديه قصة عائلية لحدوث النقرس أو حصوة كلوية بدايتها حمض البول أو إذا كان يطرح نسبة عالية من حمض البول أو لديه مستوى مرتفع من حمض البول في الدم”.
يصيب عادة المرفهين
وأوضح أن داء النقرس يعتبر أحد أقدم الأمراض في التاريخ الطبي، ويصيب عادة المرفهين الذين يفرطون في أكل اللحوم والتدخين، وتشير كلمة “نقرس” إلى مجموعة اضطرابات تتصف بخلل في استقلاب البورين مؤدياً إلى مستويات غير طبيعية من تجمع حمض البول في الدم وليس كل ارتفاع حمض البول مع التهاب مفاصل هو نقرس، وهو مرض يصيب الذكور البالغين غالباً، وتشكل النساء 5% من الحالات فقط، ويصاب الأصبع الكبير للقدم في الهجمة الأولى في أكثر من 50% من الحالات، ويصاب أثناء سير المرض عند 90% من الأشخاص.
ولفت إلى أن شدة الألم تزداد أثناء الليل، وتخف شدته في الصباح، ويظهر على المفصل المصاب انتفاخ واحمرار، وفي السنوات اللاحقة على بدء المرض قد تحدث الآلام في عدة أماكن مثل الركبة والمرفق والمعصم الكعب وكذلك أصابع اليدين والقدمين.
حصى في الكلى
وقال: إن “أي عامل يسبب ارتفاعاً أو انخفاضاً مفاجئاً في مستوى حمض البول في الدم يمكن أن يحرض النوبة، وقد تسبب الإصابة بالنقرس إلى مشاكل في عمل الكلى؛ وذلك لأن الكلى هي المكان الأول لتجمع ذرات حمض البول، وهذا يؤدي إلى تعطيل عملها وتشويه أنسجتها، كما قد تؤدي إلى تشكل حصى في الكلى، ومن العوامل المحرضة المؤدية إلى الإصابة بداء النقرس الشدة النفسية، الرض، الجراحة، نقص الوزن المفاجئ، تناول الطعام المفرط، عدم تناول السوائل بكميات كافية، ارتفاع الضغط، العطش في الجو الحار، الكحول، الأدوية ومنها بعض مدرات البول وجرعات صغيرة من الأسبرين ومن الشائع أن السمنة تترافق بالنقرس، وكذلك الوراثة قد تلعب دور في الإصابة بهذا المرض”.
ارتفاع الضغط الدموي
وبيّن أن علاج المصاب بارتفاع حمض البول يعتمد على سبب هذا الارتفاع، فإذا كانت هذه الزيادة ثانوية فإن العوامل المسببة يجب أن تصحح مثل ارتفاع الضغط الدموي وفرط الكوليسترول في الدم وداء السكري والبدانة، ويمكن أن يستخدم تحديد كمية حمض البول المفرغة لتقرير ما إذا كان فرط حمض بول الدم ناجماً عن زيادة الإنتاج أو نقص الإفراغ، وعادة يعالج النقرس الحاد بأحد العوامل المضادة للالتهاب، ولكن لها تأثير قليل على مستوى حمض البول في الدم، كما أنها لا تستطيع أن تمنع نوبات أخرى في المستقبل.
وتابع: “للأسف فإن بعض الأطباء غير ذوي الاختصاص يصفون الأدوية الخافضة لفرط حمض البول لمرضى النقرس المصابين بالتهاب شديد في المفصل، وهذا خطأ؛ لأن إعطاءهم هذه الأدوية قد يطيل أو يثير النوبة الحادة، فلا بد من الانتظار حتى تهدأ النوبة الحادة، وأيضاً فإن أخذ هذا الدواء يترتب عليه التزام به مدى الحياة لذلك فهناك عدة شروط لإعطائه منها: تكرر النوبات الحادة وارتفاع حمض البول في الدم بنسبة معينة”.
الأطعمة الغنية بالبورين
ونصح الدكتور حسين المصاب بالنقرس بأن يحدد المدخول من الطعام الغني بالبروتينات النووية (البورين) ويشمل ذلك: الكبد، القلب، المخ، الرئة، الرنجة، السردين، لحم البط، لحم الحمام، لحم اللسان، العدس، الحمص، اللحوم بأنواعها، خلاصة اللحم (مرق اللحم)، وتعادل نسبة عالية من البروتين المأخوذ من الجبن والحليب والخضار والخبز وتناول الدهن بشكل قليل جداً وزيادة تناول السائل بكثرة.