المحلية

فيشنوا كالرا ضمان الصحة وتعزيزها مسؤولية جماعية

 

اوضح فيشنو كالرا، المدير الإداري لمنطقة الخليج في شركة يانسن، مجموعة الشركات الدوائية التابعة لشركة “جونسون آند جونسون
ان صفحات التاريخ ستصنف عام 2020 واحداً من أكثر الأعوام غير المسبوقة في ظل الصدمة التي أحدثتها الأزمة الصحية العالمية وحجم الخسائر الهائلة حول العالم. وبعد أن انتابنا شعور بالارتياح الجماعي لانتهاء هذا العام وحلول سنة جديدة، برز أمامنا بصيص أمل تمثل في إطلاق اللقاحات وبدء عملية منحها للناس كافة.

تواجه دول العالم الآن تساؤلاً هاماً حول تعزيز مرونة نظم الرعاية الصحية للتأقلم مع الأزمات المماثلة والمحتملة في المستقبل.

وكما تعلمنا من الوباء، فإن ضمان وجود قطاع رعاية صحية قوي وفعال ليست مسؤولية فرد أو منظمة أو حكومة بعينها. وفي حين يزخر مشهد الرعاية الصحية الحالي بشتى التحديات، تتعقد الأمور أكثر عندما نرى أن الحلول المبتكرة التي نطورها اليوم سيتعين عليها أن تغطي سيناريوهات مستقبلية غير معروفة. وعوضاً عن علاج المرضى الذين يعانون من الأعراض وحسب، يتحول التركيز الآن نحو تعزيز الصحة من خلال تجهيز سكان العالم للتغلب على التحديات الصحية في المستقبل.

إن الرعاية الصحية تخص الجميع بلا شك. وتشمل بعض أهم التحديات التي تواجه القطاع، العوائق الجغرافية والتكاليف المرتفعة. وكما ذكرنا سابقاً، يجب أن يتمكن الابتكار في هذا القطاع من توفير أفضل الحلول الممكنة للمرضى الحاليين والجدد.

كيف يمكننا فعل ذلك إذن؟ كيف نستطيع أن نضمن توفير رعاية صحية شاملة وذات جودة عالية؟ إن تبني النهج التعاوني المبني على معايير محددة هو طريقة بسيطة وفعالة لتحقق الحكومات هذا الهدف.

إننا نعيش في عالم تغير فيه التكنولوجيا قطاع الرعاية الصحية عبر المساهمة في اكتشاف علاجات جديدة وإدارة رعاية المرضى بكفاءة وغير ذلك. وقد أصبحت الخدمات الطبية المخصصة أولوية الآن نظراً إلى الطلب المتنامي عليها، حيث تركز جهود الأبحاث والتطوير على إنتاج كميات صغيرة من الأدوية لاستهداف أعداد من السكان أو الناس الذين يمتلكون صفات جينية معينة.

لكن الاضطلاع بمثل هذه الحلول المخصصة يتطلب نهجاً متناغماً، إذ يجب أن تتعاون القطاعات الخاصة والعامة المحلية والعالمية مع بعضها البعض لوضع آلية فعالة لتوفير الخدمات للمستخدمين النهائيين. وفي ظل لجوء الاقتصادات الناشئة إلى اتخاذ موقف حمائي في الترويج للمصنّعين المحليين، تتحمل جهات الرعاية الصحية متعددة الجنسيات مسؤولية تكوين شراكات قوية من خلال التفاعل المجتمعي للحصول على نتائج صحية أفضل حول العالم.

إن المطلب الأهم الآن هو وجود شبكة من المراكز الصحية المجتمعية، ومشغلي الرعاية المتخصصين، والمجتمعات الافتراضية، وآليات توفير العناية، ومطوري المنتجات بهدف تعزيز الصحة والرفاه العالميين. وإذا توفرت رؤية واضحة ومركزة على المستهلكين لتسليم المنتجات وتزويد العناية وتحسين الصحة والرفاه، فإن هذه المجتمعات التقليدية والافتراضية ستجد طرقاً جديدة للتفاعل مع المستهلكين أثناء تطويرها وتزويدها للخدمات الصحية لمجابهة التحديات الناشئة في عالم ما بعد الوباء.

تأخذ “يانسن”، مجموعة الشركات الدوائية التابعة لشركة “جونسون آند جونسون”، هذا النهج التعاوني بجدّية تامة. تعتبر منطقة الشرق الأوسط من أسرع المناطق نمواً في قطاع الرعاية الصحية حول العالم، وتعد السعودية أكبر سوق في المنطقة. ولكي نضمن تحقيق نتائج صحية مستدامة للمملكة التي تبذل جهوداً مضنية لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، وقّعت “يانسن” مذكرتي تفاهم مع جهتين تقنيتين بارزتين في السعودية، وهما الشركة السعودية للقاحات التي تعد شركة رائدة في قطاع التكنولوجيا الحيوية، وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، الجامعة البحثية التي تركز جهودها على إيجاد حلول لأكثر التحديات العلمية والتقنية الملحّة.

لقيت مذكرتا التفاهم دعماً من وزارة الاستثمار السعودية وتهدفان إلى بناء قدرات التصنيع الدوائية ومشاركة المعرفة حول المستحضرات الدوائية لأغراض الأبحاث والتطوير في علاج أمراض المناطق المدارية المهملة مثل حمى الضنك في المملكة.

وقد أدت هذه الشراكات إلى تنامي مكانة السعودية من سوق للطب العلاجي إلى سوق يقود مسيرة الرعاية الصحية الوقائية التي تتوفر من خلال أفضل المنشآت وأبرز الأطباء والأخصائيين. وإن الشراكات الفعالة بين القطاعين العام والخاص والتي تهدف إلى إشراك المجتمع المحلي وخلق فرص العمل وتقديم عناية طبية عالية الجودة بأسعار جيدة، ستعود بالفائدة على جميع الحكومات والمواطنين والسكان والمنظمات العامة والاجتماعية والشركات.

إن مستقبل قطاع الرعاية الصحية يتكشف أمام أعيننا. وعند استعمال نموذج شامل، سيتمكن العملاء الجدد من النفاذ إلى معلومات مفصلة حول صحتهم والاستفادة من الاستقلالية الكاملة في القرارات التي تخص صحتهم الجسدية والنفسية. كما أن تبني نهج تعاوني ومتكامل هو الذي سيمكّننا من التحلي بمسؤولية أكبر والتفكير للمستقبل لضمان أن تكون الأزمات الصحية وآثارها المدمرة شيئاً من الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى