اسمح لي لا احترم رأيك ..!
يمكن ان تكون أحسن مسولفجي ، وأطرف حكواتي في كثير من المجالس المختلفة .. لكن لا تستطيع أن تكون ناقد حقيقي لحدث ما في كل مجلس ..
في الوسط الرياضي لدينا حالة إدمان هائلة في ابداء الرأي وأظن حتى في مجالسنا العامة .. فتجد أحدهم لديه القدرة بالتعليق على كل التفاصيل ، وأنواع الحدث ، ومختلف القضايا فلم تعد تفرق بين الرأي الناقد ، والرأي “الكلمنجي “.. فيتحول الصحفي إلى قانوني ، والقانوني إلى محلل فني ، والكاتب إلى مقرر تحكيمي ، والناقد إلى راوية تاريخي ، وتتبدل الادوار ، وتدور الاهواء ، وتتلون الاراء
ينطلق أحدهم من أن الرأي مكفول للجميع فيبحر في متاهات الاقوال …
النقد الرياضي اليوم مغتص بالاراء لكنه يفتقد المحتوى النقدي الحقيقي ، فيدور الناقد مابين تكرار افكار ، وتمرير اراء عشوائية ، وطرح هش ، واختلال في القياس ، واختلاف في المرجعيات ، وقبول بالحديث في كل أمر
الناقد لايطلب منه ان يكون منظّرا ، أو فيلسوفا بل عليه ان يكون مفكرا ، محللا للمعطيات ، مستوعبا لقدراته ، منعزلا عن عواطفه ، واعيا بطرق الاثبات والنفي ، مقدما للرأي الجديد العميق الذي لم يره إلا هو فيستفاد منه
الناقد لايتبنى .. ولا يتولى .. ولا يؤلب .. ولا يطالب بأمر ، ولا يوجه لقرار عليه فقط ان يعرض عصارة فكره في قالب متزن ناجع ليضع الأمر أو الحدث في مساحته التي يستحقها دون تأثير أو استمالات…
ويبقى القول : مؤكد ان كل برنامج رياضي له سماته وتوجهاته واساليبه وضيوفه وجمهوره المستهدف .. وحين يمنح احدهم صفة ناقد فعلى الناقد الرياضي المستقل ألايأتي محملا بالشجون والروايات والاراء الطائرة مساقا بالميول والتوجهات بل يقدم وفي عقله محتوى فكري عميق ، وبقلبه استشعار واعي لما قد يطرحه من رؤى .. حتى في أبسط الاحداث والقضايا يستطيع أن يكون ملهما أو ليغيّر ويصف نفسه بالحكواتي .. وتكون القاعدة ” كل شخص سيحترم وليس كل رأي يحترم ..”
عبدالعزيز اليوسف
@aziz_alyousef