أخبار العالم

عادات لم تتغير وإخفاء للإصابة وعدم تقيد بالاحترازات.. أسباب تزايد حالات “كورونا” بحائل

أرجع بعض المواطنين زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا بحائل إلى عودة المناسبات الاجتماعية، كالاجتماعات العائلية بمنازل بعض المواطنين بما يُسمى بحائل بـ”الشبة” والتي جرت العادة فيها إلى أن لبس القفازين والكمامة أثناء السلام والمصافحة لمن حضر المناسبة أمر غير مرغوب فيه، وفقاً لعادات وتقاليد المجتمع الحائلي، إذ ينزع الكثير من المدعوين الكمامات والقفازات أثناء السلام والمصافحة وعند الجلوس يعيد ارتداءهما.

واتفق الكثير من المواطنين على أن من أبرز مسببات نقل الفيروس بمنطقة حائل خلال الفترة الماضية هو عدم الاهتمام واللامبالاة من بعض المواطنين بعدم اتباعهم النصائح الصحية، ومنها: عدم تطبيق التباعد الاجتماعي في المناسبات، فيما سجل الجلوس على مائدة الطعام أحد أهم أسباب انتشار الفيروس إذ تتطلب الموائد الحائلية التقارب أثناء الأكل ومشاركة الأطعمة أو المشروبات.يذكر أن الأمر وصل لدى بعض أفراد المجتمع إلى أنه ينتقد أو يعيب على من يلبي الدعوة لحضور المناسبة لاسيما مناسبات الزواجات، ويلقي بعبارة “السلام نظر” ويجلس مبتعداً بالمجلس، فالبعض يلمزه بعبارة “لو بقي بمنزله ولم يأت أفضل”، الأمر الذي به ترك من يحرص على تطبيق الإجراءات الاحتياطية للوقاية من انتشار الفيروس، حضور المناسبات والاعتذار عن إجابة الدعوة.فيما أكد عدد من المواطنين أن أحد أسباب زيادة حالات الإصابة بالفيروس بالمنطقة، أن عددا كبيرا من المصابين وأسرهم يخفون الإصابة بالفيروس، ويعزلون أنفسهم في المنزل، وعند زيارة أحد لهم لا يتجرؤون على إخباره بإيجابية حالة أحد أفراد العائلة؛ لخشيتهم من نظرة الناس والمحيطين بهم، والذي بسببه قد يتعرضون للتنمر أو السخرية، مما قد يضع العائلة أو الفرد في قائمة الغير مرغوب بهم لفترة ليست بالقصيرة.

يذكر أن سوء تعاطي بعض أفراد المجتمع الحائلي، مع المرض، واعتباره كالتهمة التي تلاحق المصاب حتى بعد الشفاء، ناجم عن غياب الوعي بين تلك الفئة.

ويقول استشاري الطب النفسى وأمراض المخ والأعصاب، البروفيسور جمال فرويز، لـ”سبق”، إن الأشخاص الذين يخفون إصابتهم بالفيروس، لايخرجون من نوعين من المرضى والمضطربين نفسياً، فإما مريض يحب ألا يكون بمفرده في المرض، ويخفي مرضه حتى يصاب غيره معه حتى لا يكون لوحده في المجتمع، وإما مريض يخلق لديه العزل الصحي أو المنزلي نوعاً من الخوف، وهذا ينم عن اضطراب في الشخصية، مشددا على أنه إخفاء الإصابة بالفيروس خطأ غير مبرر.وأكد على أهمية مراعاة الجانب النفسي للمصابين ونصحهم بالتحلي بالوعي والصبر واتباع الإجراءات الموصى بها، والالتزام بالحجر وعدم مغادرة المنزل، والتقيد بالشروط الوقائية حتى لا يكونون مصدر عدوى لغيرهم، وعدم الاهتمام بنظرة المحيطين بهم الذين يرون أن المصاب في المجتمع إنسان آخر.

وأضاف أن المصاب الواعي والذي تقيّد بالاحتياطات الوقائية ووعى خطورة أمر المخالطة له سينظر له المجتمع نظرة إيجابية تجعله قدوة لغيره ممن يشعر بالأعراض، وثمن دور من حرصوا على تطبيق الإجراءات الاحتياطية للوقاية من انتشار الفيروس، مؤكداً أن المجتمع يجب أن يعي أن المرحلة المقبلة هي مرحلة مختلفة تماماً، ويجب التنازل عن الكثير من العادات التي قد تكون سبباً في استمرار هذا الفيروس في المنطقة.

وأردف أنه بلغ الأمر لدى البعض ممن تظهر عليه أعراض الفيروس أن يرفض الذهاب إلى المستشفى، واستعمال المسكنات من الصيدلية معتبراً ذلك انفلونزا وستزول، وعند وصول المرض معه لمرحلة أخيرة، يذهب للمستشفى، مما قد يفاقم من عدد إصابات المخالطين له، لافتاً إلى أهمية تكاتف أبناء المجتمع لمنع انتشار ذلك الفيروس بالمنطقة،والتقيد بالتعليمات الصادرة من الصحة.

وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، الدكتور محمد العبدالعالي، أكد في الإيجاز الصحفي الدوري المشترك،اليوم، رصد ارتفاع لحالات الإصابة بفيروس كورونا في منطقة حائل وبعض المناطق خلال الفترة الأخيرة بسبب المخالطة الاجتماعية وعدم تطبيق الإجراءات الاحترازية.

وسجلت منطقة حائل، اليوم الخميس، 91 حالة جديدة مصابة بفيروس كورونا، بواقع 66 حالة في مدينة حائل، وسبع حالات في محافظة الشملي، وست حالات في محافظة الشنان، وأربع حالات في محافظة بقعاء، وثلاث حالات في محافظة الحائط، وثلاث حالات أخرى في محافظة موقق، وحالتان في محافظة الغزالة، فيما بلغ إجمالي عدد الحالات المصابة بالفيروس بمنطقة حائل ومحافظاتها 2322 حالة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى