كيف أدارت السعودية أزمة فيروس كورونا المستجد؟.. هنا الشفافية والتخطيط السليم
تعاملت السعودية بكل كفاءة واقتدار مع أزمة فيروس كورونا، الذي طال دولاً عدة حول العالم، من خلال قراءة الأحداث، واستشراف المستقبل، وتحديد العوامل والأسباب لهذه الأزمة، وكيفية التعامل معها، والتخطيط السليم لإدارتها، التي اتسمت بالشفافية؛ وهو ما أسهم في بث الشعور بالهدوء والطمأنينة لدى المواطنين والمقيمين على حد سواء.
يقول المتخصص في المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة، الدكتور نايف بن سراج الهذلي: إن المجتمعات الإنسانية معرَّضة في أي وقت للمرور بالأزمات. ويقع على عاتق الحكومات تحديد السياسة أو الموقف الملائم الذي يجب اتباعه تجاه الظروف الطارئة، والكوارث المفاجئة. فليس هناك كيان، قلَّ حجمه أو كَبُر، بمنأى عن الأزمات. وما أزمة كورونا الحالية إلا إحدى هذه الأزمات؛ فلا توجد دولة في العالم محصنة من هذه الأزمة، بل إنها اجتاحت العالم بأسرة، وأدت إلى تغيرات مفاجئة جوهرية على نمط حياة الشعوب، سواء كان سلبًا أو إيجابًا. فكل أزمة تحتوي بداخلها على سلبيات وإيجابيات، يمكن الاستفادة منها في المسيرة التنموية.
وأضاف: قامت حكومة خادم الحرمين الشريفين باتخاذ الإجراءات، ووضع الخطط اللازمة، والاستعداد لمواجهة هذه الأزمة، والسيطرة عليها، والتخفيف من أثرها على المجتمع، وذلك عن طريق تهيئة المناخ المناسب للتعامل معها، واتخاذ التدابير اللازمة للتحكم في الأزمة المتوقعة، والقضاء عليها، أو تغيير مسارها.
وتابع: لأنها تحتاج لتصرفات حاسمة سريعة، تتفق مع تطورات الأزمة، قامت السعودية باتخاذ مجموعة من الإجراءات الاستثنائية غير المسبوقة؛ فأخذت بزمام المبادرة في قيادة هذه الأزمة، والتأثير عليها، وتوجيهها وفقًا لمقتضى الحال من نواحٍ عدة. فمن الناحية الاقتصادية أعلنت مجموعة من المبادرات للتخفيف من الآثار السلبية لأزمة كورونا على القطاعَيْن المالي والاقتصادي، وكان الهدف منها دعم هذا القطاع، وتحقيق الاستقرار المالي.
وزاد: على الصعيد الاجتماعي قامت القيادة – رعاها الله – بحزمة من القرارات السريعة والحاسمة، كتعليق الدراسة في المدارس والجامعات بمختلف المناطق، والاستفادة من التقنية في التعليم عن بُعد، وإيقاف موسم العمرة، وإيقاف الرحلات الدولية والداخلية، وفرض الحجر الصحي، ومنع التجوُّل حفاظًا على سلامة المواطنين والمقيمين.
وعلى الصعيد الإنساني قال “الهذلي”: أعادت السعودية المواطنين العالقين بالخارج، وقامت بتأمين السكن والمعيشة لهم في أفخم الفنادق بجميع أنحاء العالم، والتوجيه بمعالجة جميع الموجودين على تراب هذه الأرض الطاهرة من مواطنين ومقيمين دون استثناء، فضلاً عن دعم الأُسر المحتاجة، وتوفير السلال الغذائية من خلال الجمعيات الخيرية. كما قامت بإيجاد نماذج عمل وابتكارات جديدة، والاستفادة من التقنية من خلال التطبيقات الإلكترونية، والتخلي عن كثير من الإجراءات البيروقراطية للتخفيف من وطأة هذه الأزمة.
وختم بقوله: إن حكومتنا الرشيدة – بفضل الله – قامت بالتعامل مع هذه الأزمة بكل كفاءة واقتدار من خلال قراءة الأحداث، واستشراف المستقبل، وتحديد العوامل والأسباب لهذه الأزمة، وكيفية التعامل معها، والتخطيط السليم لإدارة هذه الأزمة، التي اتسمت بالشفافية والفاعلية؛ وهو ما أسهم في بث الشعور بالهدوء والطمأنينة لدى المواطنين والمقيمين على حد سواء