“صفقة القرن”.. دعم السعودية للقضية الفلسطينية ثابت.. ومبنيّ على خيارات الفلسطينيين
عقب إعلان الإدارة الأمريكية عن خطتها للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين المعروفة إعلاميًّا بـ”صفقة القرن” أمس، كانت السعودية أسبَقَ الدول في الاتصال بالقيادة الفلسطينية؛ حيث أكد الملك سلمان للرئيس محمود عباس، ثبات موقف المملكة من القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، الذي لم يتغير منذ عهد الملك عبدالعزيز حتى التطور الأخير، الذي شهدته القضية بإعلان الرئيس دونالد ترامب رؤيته للسلام في الشرق الأوسط.
ويتسم سجل السعودية في دعم ومساندة القضية الفلسطينية، برؤية عادلة وواقعية للنزاع العربي الإسرائيلي؛ وقد حظيت تلك الرؤية بالقبول وتحولت إلى مرجعية للعرب من عملية السلام، فعندما أطلقت السعودية مبادرة للسلام في القمة العربية، التي عُقدت في العاصمة اللبنانية بيروت في مارس عام 2002، تَبَنّتها الدول العربية بالإجماع واتخذتها رؤية موحدة لها، وأطلقت عليها المبادرة العربية للسلام، وقد عرفت بهذا الاسم منذ تلك اللحظة، وأصبحت الإطار المرجعي للعرب في طرح موقفهم من القضية الفلسطينية.
وتنبع أهمية المبادرة العربية للسلام التي اقترحتها السعودية، من قدرتها على وضع حل جذري للصراع العربي الإسرائيلي ومعالجة كل أبعاده؛ إذ نصت على انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري وحتى خط الرابع من يونيو 1967، والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان، وقبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتكون عاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل.
وتعبيرًا عن جدارة المبادرة العربية للسلام عن وضع حل نهائي للقضية الفلسطينية؛ فقد أعاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس طرحها كرؤية للحل في خطابه أمام مجلس الأمن في فبراير 2018؛ مطالبًا بتطبيقها من الألف إلى الياء، وتشكل المبادرة العربية للسلام، أساس الموقف السعودي في دعم ومساندة القضية الفلسطينية؛ باعتبار أن المبادرة نابعة في الأصل من رؤية المملكة للقضية، بالإضافة إلى تعبيرها عن موقف السعودية من السلام كخيار استراتيجي، من المحال تجاوزه في تحقيق استقرار المنطقة.
ودأبت السعودية على تجديد موقفها من القضية الفلسطينية؛ مؤكدة في كل المحافل تصدّرها لأولويات سياستها الخارجية، ومن ذلك تأكيد الملك سلمان في مؤتمر القمة العربية الطارئ المنعقد في مكة المكرمة نهاية مايو 2019، أن “القضية الفلسطينية تبقى قضيتنا الأولى إلى أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”، وما أعلنه الملك سلمان في قمة مكة، جدّد التعبير عنه أمس للرئيس الفلسطيني؛ مؤكدًا “وقوف المملكة إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمها لخياراته وما يحقق آماله وتطلعاته”.